* هدايا ومراجع مجانية وإشتراك بمبلغ 50 دينارا لتعلم اللغة الفرنسية رافقت "الشروق اليومي" خفية، خلال الأيام الأخيرة بورقلة، عددا من البنات، أكثرهن متحجبات، وبعض الطلبة الجامعيين وموظفين بأحد مراكز التكوين المهني وحتى الأطفال المتمدرسين، وهم يلتحقون متسللين أمسيتي الاثنين والخميس. وذلك بعد أن يفتح لهم باب الكنيسة الكاثوليكية الجديدة التي أعيد إنجازها منذ ما يقارب السنة بترخيص من مصالح البلدية والواقعة داخل القصر العتيق مقابل المسجد المالكي القديم، الذي يعود تاريخ تشييده إلى عشرة قرون خلت، وهي في الأصل كنيسة صغيرة "وقف" تابعة للكنيسة الأم التي تتوسط المدينة، حيث يتردد على هذا المبنى عشرات الطلبة من جميع المستويات لتعلم اللغة الفرنسية مقابل مبلغ اشتراك يقدر ب 50دينارا جزائريا للسنة، حسب ما علمناه، وهو سعر رمزي ومغري، ناهيك عن تزويدهم ببعض الهدايا البسيطة والكتب المجانية في شكل مساعدات إنسانية قصد إتقان اللغة الأجنبية. من جهة أخرى، وأثناء استطلاعنا في الموضوع واتصالنا بعدة دوائر معنية، كشف لنا مسؤول مأذون، من محيط ديوان الولاية، أن المصالح المختصة لم تمنح لحد الساعة أي ترخيص للأجانب بغية ممارسة التعليم وتقديم دروس الدعم داخل الكنيسة، وهو ما أكدته مصادر أخرى، فضلت عدم الكشف عن هويتها، فيما طوقت مصالح الأمن نهاية الأسبوع المنصرم، المكان للوقوف على ما تقوم به هذه الأخيرة، حيث كثر نشاطها الأشهر الماضية، خاصة بعد تنصيب مجلس مسيحي يضم 09 أعضاء من المذهب البروتستانتي يرأسه شاب عمره 32 سنة ينحدر من منطقة القبائل رفقة زوجته قدما خصيصا عقب تحويل المعسكر البابوي نحو مناطق الجنوب لممارسة الشعائر المسيحية في مسعى لاستمالة أكبر عدد من الشباب بهذه الجهة المحافظة، مما يدعو إلى الحيطة والحذر. كما أوضحت المراجع ذاتها، أن كبار مريدي المذهب المذكور رفعوا للإدارة الوصية طلب الاعتماد بغية مزاولة النشاط المسيحي تحت راية جمعية وطنية مسيحية مما يؤكد صحة المعلومات التي سبق "للشروق اليومي" وأن انفردت بها حول تحركات أعضاء المجلس ذاته. منظمة "تواصل الأجيال" تنبه الحكومة نبهت المنظمة الوطنية لتواصل الأجيال من خلال الأمانة الولائية بورقلة الأسبوع الجاري، حكومة عبد العزيز بلخادم، في بيان تلقت "الشروق اليومي"، نسخة منه، من مخاطر المسيحية على المنطقة الصحراوية بعد عودة نشاطها بقوة. وأشارت نفس الوثيقة أنه تم الاتصال بالسلطات المحلية قصد التصدي إلى ما أسمته المد المسيحي وضرورة حماية الدين والعقيدة من التأثير الخارجي وأمن وسلامة البلاد ممن يتربصون بها، على اعتبار أن مخططهم معروف، هو ضرب الدين في الصميم، مستعملين المسيحية كالسم في الدسم. وذكر البيان، ما وصفه كشف الحقائق وتسليط الضوء على هذا العمل المنافي لقانون تنظيم الأديان والذي طالما حرص القاضي الأول في البلاد على تطبيقه، مشيرا إلى أن الكنيسة نفسها قد فتحت أبوابها أمام الشبان والشابات على الصعيد المحلي من أجل تدريس اللغة الفرنسية بقيمة مالية زهيدة، فضلا عما توفره من مراجع علمية حتى أصبح الاعتقاد السائد بأن كرم الكنيسة أصبح يضاهي أعمال وزارة التربية الوطنية . تغيير مقصود لقبلة الكنيسة إلى القصر العتيق يعد القصر العتيق الذي تخرج منه كبار الفقهاء المسلمين بالمنطقة والذين جابهوا المسيحية منذ الاستعمار من أكثر الجهات التي حاولت فرنسا التركيز عليها واختراقها في الماضي للمس بالدين الإسلامي غير أنها فشلت، وذكرت مصادر عليمة، أن تحويل الكنيسة الكاثوليكية الآن وفي هذه الفترة بالذات من قلب العاصمة بالقرب من مسجد "محمد بلحاج عيسى"، الموقع الذي يشهد حركية كبيرة على مدار الأيام إلى المكان المذكور، الغرض منه صرف أنظار المارة ودفع الشبهات، ويعد من المخططات المستحدثة لحماية المسيحيين الجدد من الألسن والأقاويل في منطقة لازالت تحافظ على الأعراف والتقاليد. سيما وأن هذه الجهة تعرف تدفقا للمواطنين من جميع البلديات مما أصبح يزعج المسيحيين، خاصة عقب فتح محطة لنقل المسافرين مقابل الكنيسة الأولى المحاذية كذلك لمقر الأمن الحضري الثالث، وبالتالي فإن العودة إلى الموقع القديم الموروث بمنطقة القصر وإعادة إنجازه بأموال جمة، بعد أن كان عبارة عن مقر أشبه بالأطلال يدخل ضمن إستراتيجية النهوض بالتنصير بوسائل عدة وتجنب الانكشاف خصوصا بعد تسليم مفاتيح الكنيسة الأم لشاب مسيحي في الثلاثين من عمره وهو بدوره الراهب الأول والذي أصبح يشرف عليها حاليا إلى جانب زوجته، حيث رصد ترددهما باستمرار فضلا عن إقامتهما للصلوات يوم الجمعة صباحا رغم أنهما من أتباع المذهب البروتستانتي مما ينفي مقولة أن المذهبين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت لا يتفقان. مصالح الأمن أشعرت الوصاية وتتابع الوضع أوضحت مصادر موثوق بها، أن الأجهزة الأمنية المختلفة، قد أشعرت الوصاية بجميع التحركات التي يقوم بها أعضاء المذهب المسيحي البروتستانتي والكاثوليكي والموالين لهما، مما يوضح أن الأمور تسير بجدية في خطوة إلى احتواء الموقف وتطبيق القوانين السارية على كل من يحاول المساس بالدين الإسلامي وبأي وسيلة كانت، ويتضح أن القضية ليست تهويل إعلامي، كما يدعي البعض ممن تلقوا تكوينهم في الجامعات الأجنبية في السبعينيات ويؤمنون بالدارسات الغربية، وتشير مصادر أخرى، إلى أن والي الولاية السيد "أحمد ملفوف"، على إحاطة بكامل التطورات الحاصلة بشأن هذا الملف، في ظل نقص الوعظ الديني والدروس الفقهية سيما يوم الجمعة كما كانت في السنوات السابقة، تضاف لها الصراعات المسجلة في المساجد على اللجان الدينية ومن يحكمها، وهي من الدواعي المنفرة للشباب في وقت تبقى الدعوة إلى التعبئة وتنوير الرأي العام غير مقنعة. الشؤون الدينية تتنصل وحسب ما جاء في البيان المذكور، الذي أمضاه الأمين الولائي، "لخضر مقراني"، فإنه ومن بين الإجراءات التي قام بها أعضاء المنظمة الاتصال بمديرية الشؤون الدينية بالولاية على غرار بقية الدوائر المعنية بهذه القضية الشائكة ،إلا أن هذه الأخيرة على لسان المسؤول الأول أوكلت الأمر إلى ما ذكره نص البيان على أنها مهام جهات أخرى، وأنه لا إكراه في الدين، زيادة على أن مصالحها لم تتلقى أي شكاوى فيما يخص "التنصير" وأنه مجرد استهلاك وتضخيم، ومنه تساءل البيان: هل لإدارة المعنية برفع التقارير الدورية لوزارة الشؤون الدنية حول هذه الظاهرة بحاجة إلى التدخل حتى تبادر إلى وضع خطة لحث الشباب على المخاطر المحيطة به، وترك أبنائنا للتبشير بسبب ظروف قاهرة يندرج ضمن الآية الكريمة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم". مستفسرا عن الجهة التي منحت للكنيسة حق التدريس ووفق أي برنامج تربوي، موضحا أن المجموعات التبشيرية تسعى إلى إيجاد نواة وقاعدة محلية لبث أفكارها وتوسيع نشاطها ومن ثمة خلق أقلية دينية تضرب الوحدة الوطنية واستقرارها، مستغلة الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي يعانيها شباب اليوم. الفراغ الروحي، الحرڤة، ولا المسيحية ويضيف بعض أساتذة علم النفس الذين تحدثوا "للشروق اليومي" وفضلوا عدم ذكر أسمائهم، حول موضوع "التنصير"، الذي اصبح ظاهرة على المستوى الوطني، أن الفراغ الروحي والهجرة في أعماق البحار "الحرڤة" نحو الخارج ليست أخطر من الردة على الإسلام، لذلك على الجهات المختصة العمل بانتظام لتوعية الشباب من المخاطر المحدقة به، خاصة المراهقين في المستويات النهائية. فغالب ما يتأثرون بكبار الفلاسفة والمفكرين الأجانب بسبب كثرة كتاباتهم مما يسهل عملية الاحتواء، وذكر عدد من الأولياء بوجوب مراقبة التلاميذ واللجوء إلى صحبتهم بما في ذالك البالغين منهم لمعرفة جديد يومهم وفتح باب النقاش والتحاور، وعلى الأساتذة ورجال الدين السعي وراء توعية الشباب، في منطقة صحراوية مختلطة تضم المئات من الشركات الأجنبية والثقافات المختلفة. حكيم عزي