السلطات الفرنسية تقر بفشل سياسة الاندماج المطبقة منذ 30 سنة اعترف الوزير الفرنسي المكلف بشؤون الهجرة بريس اورتفو بأن سياسة الاندماج التي انتهجتها الحكومات الفرنسية المتعاقبة على مدار 30 سنة منيت بالفشل الذريع،مرجعا ذلك إلى اعتماد مختلف أشكال التمييز بين الفرنسيين والأجانب سيما في جانب التوظيف و التعليم و معاداة الأجانب . و ركز الوزير الفرنسي لدى تطرقه للموضوع المثير للجدل في الساحة السياسية الفرنسية هذه الأيام و المتعلق بالهجرة و الهوية الوطنية في حديث لأسبوعية "جون أفريك" الصادرة الاثنين، على ظاهرة ارتفاع نسب البطالة في أوساط السكان الفرنسيين من أبناء المهاجرين العرب. حيث يعاني عدد كبير من أبناء الجاليات المغاربية والأفريقية التي يزيد عددها عن 5 ملايين نسمة من الإهمال الحكومي وكذا التمييز المطبق ضدهم من قبل السلطات الفرنسية في مجال توفير فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية، حيث إن نسبة البطالة في بعض هذه المناطق تفوق ال40% ، إضافة إلى انتشار مظاهر المعاملة التمييزية التي تصل في بعض الأحيان إلى العنصرية المعادية للعائلات العربية والإفريقية، والتي كانت سببا في اندلاع أحداث كثيرة ضد التمييز كحوادث ضاحية فيليه لو بل شمالي باريس شهر نوفمبر 2007 . ولم يخف الوزير اورتفو رفضه جملة وتفصيلا تسوية وضعيات الأشخاص الذين لا يملكون وثائق إدارية تسمح لهم بالإقامة بصورة دائمة بفرنسا، وتفضيل الأخيرة لسياسة الانتقاء وحصص للهجرة تبعا لحاجيات الاقتصاد الفرنسي، مؤكدا أن السلطات الفرنسية ستقوم بطرد حوالي 25000 شخص سنة 2008، من بينهم عدد كبير من الجزائريين ، حيث تقدر السلطات الفرنسية عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين في فرنسا بنحو 350 ألف مهاجر غير شرعي ، وأوضح الوزير الفرنسي إلى أنه هناك حوالي ثلاثين مركزا يأوي المهاجرين الذين ينتظرون العودة إلى بلادهم . هذه الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الفرنسية مع مجيء ساركوزي إلى سدة الحكم استهجنتها اللجنة الفرنسية الخاصة بالأشخاص دون وثائق، وتوجهت إلى تحريك الجالية الإفريقية والمغاربية محاولة منها الضغط على السلطات الفرنسية وحملها على التراجع بخصوص قرار الطرد التعسفي لأزيد من 25 ألف شخص ، وذلك بتنظيم مسيرة وطنية تحت شعار "25000 لا للطرد و 25000 نعم للتسوية"، تدوم أزيد من 20 يوما تنطلق من مدينة ليل في الفاتح مارس القادم تجوب خلالها معظم المناطق الفرنسية، وتختتم باعتصام شعبي كبير بالعاصمة باريس يوم 22 مارس القادم ، و أوضحت اللجنة أن عمليات تجنيد الأشخاص الذين يفتقدون إلى الوثائق سمح بتسوية وضعية 29 مضربا عن الطعام من بين 56. يشار إلى أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيلون كان قد صرح في منتصف جانفي الماضي بأن فرنسا من المقرر أن تطرد 25 ألف مهاجر غير شرعي على الأقل خلال عام 2008، و أكد بأن مصالح الهجرة الفرنسية لن تتوانى في ترحيل كافة المهاجرين الذين يفتقدون للأوراق القانونية للعيش والعمل بفرنسا، و إرجاعهم إلى بلادهم الأصلية بصورة فورية. خير الدين بن زعرور ( الشروق أون لاين)