لم تعد وجهة الجزائريين نحو تركيا بدافع التجارة والسياحة وفقط، بل تعدتها إلى السياحة الطبية التي حققت في الآونة الأخيرة إقبالا متزايدا، ولعل من أهم المراكز الطبية التي يجد الجزائريون فيها ضالتهم هي المركز الطبي "أناضولو" الذي يقترح "أسعارا منخفضة بحوالي 20 إلى 30 بالمائة مقارنة بدول أوروبا وتسهيلات في الحصول على التأشيرة خلال ساعات فقط مع اعتماد تكنولوجيات دقيقة جدا وعالية الجودة، حسب ما أكده المدير الطبي للمركز ل"الشروق أون لاين". وخلال زيارة ميدانية خص بها المركز وفدا من الإعلاميين الجزائريين، أكد القائمون على المركز أن الجزائريين يمثلون حوالي 10 بالمائة من المرضى الأجانب الذين يقصدون المركز للعلاج من مختلف دول العالم، وبالأخص في تخصص الأمراض القلبية والأورام السرطانية، التي تعد مشكلا صحيا حقيقيا في الجزائر. وحسب مراد إكران مدير الاتصال بالمركز، فإن النسبة لاتزال ضئيلة جدا لأن أغلبية الجزائريين يجهلون المركز وما يقدمه من خدمات لصالح المرضى، كما أن من استطاع الوصول إليهم كان عن طريق الصدفة أو البحث في الأنترنت. وغالبا ما يكون ذلك في مرحلة متقدمة من المرض عندما يفقدون الأمل ويصلون مرحلة حرجة يبحثون فيها عن الخيط الذي قد يعيد الأمل إليهم. وأعرب هاجيم شاريكلي مسؤول بقسم المرضى الأجانب عن رغبة المركز في بلوغ نسبة أعلى والوصول إلى علاج 200 جزائري سنويا، بالنظر إلى التعقيدات الكبيرة والنقائص التي يواجهها الجزائريون في مجال العلاج من بعض الأمراض المستعصية في بلدانهم. وأعرب مدير الاتصال مراد إكران عن تعهد مؤسسته بتخصيص أسعار معقولة جدا للجزائريين مختلفة تماما عما هو مطبق مع الأتراك أو الدول الغربية الأخرى. وأضاف أن "أناضولو" هو مركز علاج تركي بالتعاون مع المستشفى الأمريكي "جون هوبكنس" وهو أحد أكبر المجموعات الصحية في تركيا وأقواها وهو مشروع ذو مسؤولية اجتماعية لتركيا والدول المجاورة، وقال إكران مراد "ملتزمون بأن نكون مركزا مرجعيا دوليا متخصصا والمستشفى هو مرحلة أولى ضمن النظام الصحي الذي يحتوي مرافق عديدة من بينها جامعة ومركزا لتكوين العاملين في مجال شبه الطبي". ومن أهم المقومات التي جعلت المركز قبلة يحج إليها آلاف المرضى هي استقدام القائمين عليه لأطباء أتراك رائدين من مختلف دول أوروبا وأمريكا للاستفادة من خبرتهم العالية وهو ما أهله لتصنيفه ضمن المراكز الصحية الخمسة الأولى في هذا المجال، كما أنه المستشفى الوحيد المعتمد من قبل الجمعية الأوروبية للأورام الطبية، ويتقن فريقه حوالي 15 لغة تقريبا، كما أنه أيضا ضمن المستشفيات التسعة الأولى عالميا من حيث الجودة والخدمات. "أناضولو" حاضرة في الجزائر دشن المركز الطبي "أناضولو" منذ مدة وجيزة فرعه في الجزائر العاصمة وبالتحديد على مستوى بلدية بوزريعة، قصد توجيه المرضى الراغبين في تلقي العلاج بتركيا وتسهيل الاتصال بين المرضى وأطبائهم، ويتكفل العاملون بالمكتب بعملية تحويل الملف الطبي إلى الأطباء المختصين وعرض الحالة بالتفصيل. وحسب مدير الاتصال فإن الاستشارة الطبية مجانية بالإضافة إلى سرعة التجاوب والتعاطي مع الملف وتقديم تقييم دقيق للتكلفة المادية التي تتطلبها العملية العلاجية فلا وجود لعنصر المفاجأة أبدا. فخلال 48 ساعة يحصل المريض على كافة التفاصيل الخاصة بحالته الصحية ويتم توفير مرافق خاص له ومترجم، ويمكنه الاستفادة من الإقامة في فندق المركز الطبي المجاور حتى يتجنب متاعب النقل والازدحام.
تعاقد مع الضمان الاجتماعي وتكوين لصالح الأطباء تسعى "أناضولو" خلال سنة 2015 إلى تعزيز مكانتها في السوق الجزائرية ورفع عدد المرضى القاصدين لها، سيما في مجال الأمراض القلبية والأورام السرطانية. وأعرب ممثلو "أناضولو" عن هدفهم في تحقيق بروتوكولات تعاون وشراكة مع الطرف الجزائري في هذا المجال وولوج السوق الجزائرية، وأشار مدير الاتصال إلى مباشرة اتصالات ومفاوضات مع صندوق الضمان الاجتماعي في هذا الإطار. كما أكد ممثلو المركز رغبتهم في تقديم خبرتهم للأطباء الجزائريين الراغبين في ذلك وتدريبهم على التقنيات الحديثة الرائدة، سيما في مجال علاج الأورام السرطانية.
"التروبيم" و"السيبيرنايف" أحدث تقنيات العلاج النووي والإشعاعي يحتل المركز الطبي "أناضولو" منذ سنة 2005 المركز الرابع أوروبيا وهو ما عزز ثقة المرضى فيه، حيث شرع في استقبال مرضى من مختلف دول العالم، بلغ عددهم حوالي 14 ألف مريض. ويستعمل المركز تقنية "التروبيم" و"السيبيرنايف" التي تسمح باستهداف الخلايا والأنسجة المريضة والحفاظ على الخلايا السليمة. وتسمح التقنية، حسب ما أكده رئيس قسم الأورام والعلاج الإشعاعي البروفيسور كايتان انجين، باختصار العلاج بين 4 إلى 5 أيام عكس التقنيات الأخرى التي يدوم فيها العلاج بين 20 إلى 30 يوم، وهو الأمر السائد في الجزائر التي لازالت تطبق تقنيات قديمة علميا في هذا المجال تضر بالأنسجة السليمة للمريض. وأضاف كايتان أنجين أن التقنية تم اعتمادها في انجلترا سنة 2009 وبعد حوالي 4 سنوات تم اعتمادها في تركيا من قبل المركز الطبي "أناضولو". وتصل تكاليف علاج مريض السرطان بتقنية "التروبيم" إلى 15 ألف دولار في حين تصل بالنسبة لتقنية "سيبيرنايف" إلى 10 آلاف دولار هذا في يتعلق بالأتراك، أما الجزائريون فأكد القائمون على المركز أن الأسعار ستكون مختلفة تماما وتراعي قدرتهم المادية في العلاج.