عرض البروفيسور الفرنسي أنتوان دي مسكرال من مستشفى بوردو آخر التقنيات المتوصل إليها في مجال تشخيص وعلاج مرض الهودكن اللمفاوي السرطاني المعروف ب ''اللمفوم ب''، ناقلا الخبرة الأوروبية إلى التقنيين الجزائريين في إطار التعاون الطبي بين البلدين والدوارات التكوينية في مجال البحث التي ينظمها معهد باستور الجزائر دوريا. أكد الخبير الفرنسي في تصريح خاص ل ''الحوار'' على هامش الأيام التكوينية أن الهدف من هذه الدورة هو تبادل الخبرات في مجال البحث العلمي ونقل التقتنيات المتطورة وعرضها على الأخصائيين، خاصة وأن مستشفى بوردو يستقبل العديد من حالات مرض الهودكن اللمفاوي السرطاني مع العلم أن فرنسا تسجل سنويا ما يقارب 10 آلاف حالة جديدة من الأورام اللمفاوية. علاج المرض يتوقف ''الإيمينوإسيتوشيمي'' أضاف دي مسكرال أنه ومن أجل التوصل إلى تقديم العلاج المناسب للمريض يجب أولا الوقوف على تحديد نوع اللمفاويات المسببة للحالة فهناك ما يعرف باللمفاويات''ت'' واللمفاويات''ب'' والأخطر هي النوع الثاني، وهذا ما ركزنا عليه خلال هذه الأيام الدراسية التكوينية فالتشخيص يساهم في تحديد نوع العلاج ليكون فعالا على الخلية المصابة وهذا يبقى متوقفا على مدى تحكم التقنيين في تقنية ''الإيمينوإيستوشيميس. ولا يفيد تقديم العلاج الخاص باللمفاويات لجميع الحالات فكل حالة تخضع لعلاج خاص بها وفق ما تنبؤ به نتائج ''الأناباتز. ماري كوري الأكثر إجراء لفحوصات ''الأناباتز من جهتها قالت البروفيسور بن تركي رئيسة مصلحة مخبر ''الأنابات'' بمركز بيير وماري كوري لعلاج السرطان، إن وحدتها تستقبل يوميا عينات لإخضاعها للتحاليل للكشف عن مرض الهودكن اللمفاوي السرطاني، وهي فحوصات جد دقيقة يجب أن تحظى بعناية خاصة وانتباه من قبل الطبيب المعالج وهو أخصائي في أمراض الدم لأن اللمفاويات تندرج ضمن الأمراض الدموية، ولتحسين العناية بالمرضى قمنا على مستوى بيير وماري كوري، أضافت تركي، بتنصيب لجنة اللمفاويات، مهمتها مراقبة وإعادة دراسة النتائج المتوصل إليها من خلال فحوصات''الأنابات'' لنكون على يقين من أن المريض سيتلقى العلاج المناسب دون التعرض للوقوع في أخطاء علاجية خاصة وأن العلاج الوحيد هو العلاج الكيميائي. أما عن التجهيزات على مستوى المركز، فأوضحت البروفسور تركي، أن التقنية مستعملة منذ القدم ويقوم الفريق الطبي السهر على مواكبة التطورات الحاصلة في مجال تشخيص المرض، وكذا استقدام آخر التجهيزات الموجودة على الساحة الطبية والتي تبقى تكلفتها جد مرتفعة. ولحسن الحظ الفريق التقني بالمركز ذو كفاءة عالية تتماشى قدراته وتتحسن باستمرار مع التقدم العملي وهو على استعداد دائم في مواجهة التحديات لإخضاع المرضى للفحوص اللازمة حتى مع نقص مضادات الأجسام وهو ما ذهب إلى تأكيده من جهته اشراد محمد من نفس المركز.