قامت، الثلاثاء، مصالح حرس السواحل لأرزيو بانتشال جثث 3 "حراڤة" أخرى في اليوم الثاني على التوالي بعد تواصل عملية البحث والتي أسفرت عن انتشال 8 جثث في عمليتين متفرّقتين في اليوم الأوّل، فيما لا يزال البحث جاريا عن آخرين يقدّر أنّ عددهم 6 في عداد المفقودين. حادثة مأساوية هي الثانية من نوعها عرفتها سواحل وهران على مدى يومين، على إثر اكتشاف 11 جثّة مجهولة الهويّة بعرض البحر قرب شاطئ أرزيو، حيث أفادت مصادر عليمة، أنّ مصالح خفر السواحل قامت في الساعات الأولى من نهار الثلاثاء، بانتشال ثلاث جثث أخرى على بعد حوالي 2 ميل من شاطئ مرسى الحجّاج، وكان ذلك بعد أن استنفرت ذات المصالح عناصرها في عمليات بحث واسعة منذ الاثنين لا تزال متواصلة، إذ تمّ انتشالها في حدود الساعة الثامنة صباحا وتحويلها على ميناء أرزيو، فيما لم يتّم تحديد هويّاتهم. وحسب مصادر مقرّبة، فإنّ الضحايا لم يعثر لديهم على وثائق الهويّة، وكان كلّ ما بحوزتهم هاتفا نقّالا قد يساعد على التعرّف عليهم. وبينما تمّ تحويلهم على مصلحة حفظ الجثث، أشارت المعطيات الأوليّة إلى أنّ أعمارهم تتراوح ما بين 25 و30 سنة كانوا على متن نفس الرحلة التي غرق فيها الضحايا المنتشلين في اليوم الأوّل والبالغ عددهم 8، إذ يرجّح أنهم كانوا متوجّهين نحو السواحل الإسبانية وتوقّف قاربهم لأحد الأسباب ما جعلهم يموتون غرقا. وحسب نتائج المعاينة الطبيّة فإنّ جثث الضحايا لم يمض على موتها الا أياما قلائل، ما معناه أنّ الرحلة كانت في هذا الشهر، بينما ذكرت ذات المصادر أنّ "الحرّاڤة" يقيمون بولاية تيارت، في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة التحقيق النهائية، وبالتّالي يصل عدد الجثث التي عثرت عليها مصالح حرس السواحل بأرزيو إلى غاية نهار أمس 11 جثّة، حيث تمّ العثور قبل ذلك على 6 جثث صباحا على إثر دورية تمّ من خلالها ملاحظة أجسام غريبة تطفو على السطح، ليضاف إلى ذلك جثتيّن زوالا، بينما لا يزال البحث جاريا عن آخرين يقدّر أنّ عددهم 6، إذ من المحتمل أن تكون أمواج البحر قد ألقت بهم بعيدا. وبالرجوع إلى عدد الجثث التي تمّ انتشالها هذه السنة والمقدّر عددها بسبعة يكون العدد الإجمالي 19، فضلا عن المفقودين كضحايا للهجرة السريّة بسواحل غرب البلاد التي تحوّلت إلى وجهة عديد من الشباب من مختلف ولايات الوطن.