تفاجأ العشرات من المصلّين، من سكان قرية أحمد سالم، الواقعة بالكيلومتر ال19 عن بلدية كركرة بسكيكدة، في صلاة الفجر لصباح السبت، بالباب الرئيسي لمسجد أبي بكر الصديق الواقع على قارعة الطريق الوطني رقم 85 الرابط بين القل وقسنطينة، مخرّبا. صدمة المواطنين كانت أكبر، عندما اكتشفوا أن مقصورة الإمام تعرضت للتحطيم، وبأن الفاعلين المجرمين في هذه القضية قاموا بالسطو على مبلغ مالي من صندوق الزكاة، قدر بحوالي ال 30 ألف دينار جزائري، ثم قام هؤلاء الجناة بالإقامة داخل المقصورة، وقضوا ليلتهم هناك في اللّهو والمجون، بعد أن تمّ العثور على بقايا سجائر محشوة بالمخدرات وزجاجات خمر، فضلا عن أنّ المجرمين تبولوا في محيط المسجد وعاثوا فيه فسادا، كما تمّ العثور على مطرقة وبعض العتاد الذي من خلاله تم تحطيم البوابة ومقصورة الإمام. الإمام واللّجنة الدينية للمسجد، سارعوا إلى إبلاغ رجال الدرك الوطني، للفرقة الإقليمية للدرك الوطني بكركرة، التّي تدخلت على جناح السّرعة، أين قامت رفقة عناصر من الفرقة العلمية للدرك بالمجموعة الولائية، بجمع المعلومات ورفع البصمات من موقع وقوع الحادث، الذي تم اعتباره سابقة خطيرة، أدى بسكان المنطقة إلى الوقوف احتجاجا أمام الجامع، مطالبين بالكشف عن الفاعلين فيها ومعاقبتهم. ويتساءل الكثير من السكيكديين، بنوع من الحسرة والألم، عمّن يقف وراء الحملات التي تتعرض لها المساجد وبيوت الله، بولاية سكيكدة خلال الأسابيع الأخيرة، داعين السلطات والأجهزة الأمنية إلى التدخل والتصدي للموجة، مقابل محاولتها فرض منطقها بالمنطقة، من خلال التهجم الكبير على المقدسات الدينية، والمساجد هذه الأيام، فمنذ يومين عثر المصلون على مصاحف ممزقة ومقطعة بمراحيض مسجد النور ببلدية سيدي مزغيش جنوب ولاية سكيكدة، وهي الحادثة الغريبة التي أثارت أعصاب سكان المنطقة وهزت مشاعر المواطنين بالولاية، وغير بعيد عن سيدي مزغيش ومنذ نحو أسبوعين فقط، قام مجهولون باقتحام مسجد عمار فكراش ببلدية أم الطوب غربي الولاية، أين عبث المجرمون بالمصاحف ومزقوا بعضها ورموها في المراحيض، ومنذ نحو ثلاثة أشهر، أقدمت فتاة قيل بأنها متشيعة على اقتحام مسجد أبو بكر الصديق ببلدية أمجاز الدشيش، عندما كان المصلون يستعدون لصلاة الجمعة، وراحت تسب الصحابة الكرام وعائشة أم المسلمين، وقبلها وفي نفس البلدية خلال شهر رمضان، قام مجموعة من الشباب المحسوبين على التيار السلفي بإضرام النار في مجموعة من المصاحف قرب أحد الوديان ليلا. في نفس الليلة، تعرض مسجد الهدى بقرية ميرة السعيد ببلدية تمالوس، لعملية اقتحام من قبل مجهولين، عاثوا فيه فسادا وحاولوا سرقة أموال صندوق الزكاة، لكنهم لم يعثروا على أي مبلغ مالي، فانصرفوا. ويرجح أنهم نفس العصابة التي نفذت عمليتها الإجرامية في حق مسجد أبي بكر الصديق بقرية أحمد سالم.