اتهم عبد الله زكري، رئيس مرصد مكافحة كراهية الإسلام "الإسلاموفوبيا" في فرنسا، السلطات الفرنسية بالتورط في صناعة الإرهاب إلى جانب شريكتها أمريكا، والتظاهر بمحاربته واتهام الإسلام والمسلمين ب"تصدير الإرهاب والعنف" إلى الدول الأوربية وغيرها من دول العالم، مشيراً إلى أن ظاهرة العداء ضد المسلمين شهدت ارتفاعا كبيرا منذ حادثة "شارلي إيبدو" في ظل الخطاب التطرفي الذي يوظفه ساركوزي وغيره والذي تجاوز الخطاب التطرفي لمارين لوبان. وصرح عبد الله زكري أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عاد إلى الساحة السياسية الفرنسية بخطاب أكثر تطرفا من خطاب زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، مشيرا إلى أن هذا الأخير أعلن نيته في السعي من أجل قانون يمنع ارتداء الحجاب في الجامعات، وكذا طرد الأئمة الذين اعتمدوا من الجزائر والمغرب وتركيا للقيام على رأس المساجد في فرنسا بحجة أنهم "لا يتقنون الفرنسية". وهذا أمر غير معقول، خاصة إذا كان سحب هؤلاء الأئمة من المساجد سيفتح الباب أمام التيار السلفي المتطرف، كما يصرّ ساركوزي على ضرورة إعادة الشباب الفرنسي من أصول عربية إسلامية إلى بلاده، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي السابق واثقٌ من أنه سيكون رئيس الجمهورية الفرنسية لسنة 2017 رغم أن الأمر ليس بالسهولة التي يراها هو لأنه خاصة في ظل الانشقاقات التي حدثت في حزبه "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، طموح خمسة عناصر إلى القيام على عرش فرنسا في الاستحقاقات الانتخابية القادمة، حيث طالبوا بإجراء انتخابات داخل الحزب من أجل تقديم مرشحهم في الانتخابات، موضحا أن ساركوزي يوظف سياسة يحاول من خلالها كسب أصوات الفرنسيين، حيث وقبل أيام أعلن رئيس بلدية ينتمي إلى حزبه أنه لن يغير في وجبات الأكل الخاصة بأطفال المدارس وأن الأطفال المسلمين سيأكلون "لحم الخنزير" كغيرهم من الفرنسيين، ومن خلال هذا يبدو أنه ينتهج سياسة يمين مغلقة. وأشار زكري إلى أن 40 ٪ من أعضاء الحزب يروجون لخطاب أعنف من خطاب مارين لوبان. وأكد زكري، الذي يشغل منصب مستشار في مسجد باريس، أن نسبة الاعتداءات المسجلة ضد المسلمين منذ أحداث "شارلي إيبدو" زادت بشكل يبعث على القلق، حيث وصل عدد الأحداث المعادية للمسلمين إلى 214 حادث في جانفي 2015 خلال شهر واحد فقط، وهو عدد تجاوز العدد المسجل طيلة سنة 2014، مشيرا إلى أنه لولا الحراسة التي زُودت بها المساجد لكانت وضعية الجالية المسلمة في فرنسا في خطر دائم، فقبل أيام فقط- يضيف- "قام متطرفون بالاعتداء على امرأة جزائرية حامل في تولوز وقبلها كذلك ضربوا امرأة وأفقدوها حملها". وانتقد سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها فرنسا مع المسلمين وتغاضيها عن أحداث الإساءة التي تلحق بالمسلمين مقابل الضجة التي تقيمها في حالة كان الضحايا فرنسيين أو يهودا. وأوضح زكري أن البنوك الفرنسية لجأت إلى إجراء غلق حسابات الجمعيات الإسلامية والمساجد تحت ضغط الخطابات المتطرفة والمحرضة للسياسيين والأحزاب الذين قاموا بإيهام الناس بأن هذه المؤسسات الدينية وعلى رأسها المساجد تمول من جهات خارجية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا تعارض فرنسا شراء قطر لاعبي كرة القدم وغيرها من الأمور وترفض تمويل المؤسسات الدينية؟ ويعتقد أن الهدف من هذا القرار هو التوقف عن بناء المساجد. وفي الأخير، اعتبر زكري أن فرنسا تطمح إلى توريط الجزائر والمغرب وبقية الدول العربية فيما يحدث باليمن وغيرها من الدول العربية، من خلال إرسال جنودهم للقتال هناك، متسائلا: لماذا لا تذهب فرنسا إلى هناك؟ هي تشعل نار الفتنة ثم تنفض يديها حتى لا يُقتل أبناؤها هناك.