صدت فصائل "المقاومة الشعبية" المسلحة في جنوب اليمن، الثلاثاء، المتمردين الحوثيين على عدد من الجبهات، بعد ثلاثة أسابيع من الغارات الجوية التي تقودها السعودية على الحركة المدعومة من إيران. وفي مدينة عدن الساحلية التي شهدت لقرابة ثلاثة أسابيع معارك عنيفة في الشوارع، انسحب المسلحون الحوثيون من حي خور مكسر الذي يضم مطاراً دوليا وعدداً من البعثات الأجنبية. ويحرم الانسحاب الحوثيين من جسر يوصل إلى أحياء وسط المدينة، حيث يواجهون مقاومة شديدة من المقاتلين المحليين. وتقصف السعودية وحلفاؤها من الدول العربية الحوثيين في محاولة لطردهم وإبعادهم عن عدن آخر مدينة رئيسية في اليمن موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر إلى الرياض. ويواجه هادي وداعموه السعوديون أيضاً، معارضة قوية من الجنود الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وهو سياسي مخضرم تحالف مع الحوثيين خصوم الأمس. ويشكل أيضاً تنظيم القاعدة تهديداً لاستقرار اليمن. ويهدد القتال أيضاً ممرات الشحن البحري القريبة ومضيق باب المندب الذي يمر عبره حوالي أربعة ملايين برميل نفط يومياً إلى أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
* الجنوبيون يحققون مكاسب وتراجع الإمدادات قالت مصادر من فصائل الجنوب، إن مقاتليها بسطوا سيطرتهم على قاعدة مشاة موالية للحوثيين بعد قتال شرس أمس (الاثنين)، قرب منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال في محافظة شبوة المطلة على بحر العرب جنوبي اليمن. وقالت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال التي تدير المنشأة اليوم (الثلاثاء)، إنها أعلنت حالة القوة القاهرة في مرفأ التصدير ومحطة الإنتاج، بسبب تدهور الوضع الأمني. وأضافت الشركة في بيان على موقعها الإلكتروني، "نظراً لتزايد التدهور الأمني حول منطقة بلحاف.. قررت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال إيقاف جميع عمليات إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال والبدء في إجلاء موظفي الموقع". وكانت مصادر أبلغت وكالة رويترز للأنباء الأسبوع الماضي، أن القتال أجبر الشركة على وقف تشغيل إحدى وحدات الإنتاج. وفي محافظة الضالع في جنوب البلاد قالت فصائل مسلحة، إن مقاتليها قتلوا حوالي 40 من الحوثيين والجنود المتحالفين معهم خلال اليوم المنصرم، لكن لا يمكن تأكيد ذلك على نحو مستقل. وفي مدينة الحوطة في محافظة لحج في الجنوب قالت فصائل مسلحة، إنها هاجمت دبابة للحوثيين بقذائف صاروخية وبنادق آلية مساء الاثنين، مما أسفر عن مقتل نحو 15 حوثياً. وتركت معارك الشوارع المستمرة منذ أسابيع أجزاء من مدينة عدن التي كانت مزدهرة ذات يوم في حالة من الخراب. وأدت أيضاً إلى نقص المياه وإمدادات الغذاء والكهرباء. لكن سكاناً مسلحين يقولون إنهم فرضوا حصاراً على جيوب الحوثيين وقوات الجيش الموالية لصالح، مما أدى إلى إجبارهم على الاستسلام بالعشرات بعد نفاد الإمدادات. وكانت المساجد ناشدت المقاتلين عبر مكبرات الصوت لتسليم أنفسهم. وقال أحد المقاتلين في خور مكسر لرويترز: "لن يهدأ لنا بال حتى نطردهم من كل مناطقنا وأحيائنا".