قال المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، جمال بنعمر، إن اليمنيين "كانوا قريبين من التوصل إلى اتفاق" قبل بدء غارات تحالف عاصفة الحزم، فيما بدا أنه يحمل مسؤولية فشل المفاوضات للتحالف الذي تقوده السعودية. وأوضح بنعمر في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم الاثنين، بمقر الأممالمتحدة في مدينة نيويوركالأمريكية: “أبلغت أعضاء مجلس الأمن بأن اليمنيين كانوا قريبين من التوصل لاتفاق قبل بدء الغارات الجوية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية”. ويوم 21 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية “عاصفة الحزم” العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس/ آذار الماضي، وبدء عملية “إعادة الأمل” في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة. وقال بنعمر في المؤتمر الذي تابعه مراسل الأناضول، : “أبلغت مجلس الأمن أن انهيار العملية السياسية في اليمن ليس مسؤولية جهة واحدة وإنما يتحملها جميع الأطراف”. وأضاف: “الحرب (في اليمن) التي بدأت منذ شهر اتسعت رقعتها وصارت مواجهة شاملة بأجندات إقليمية، والقاعدة هي المستفيد منها”. ونفي بنعمر بشدة مسئوليته أو مسئولية المنظمة الأممية عن الاخفاق الذي واجهه في تنفيذ مراحل العملية السياسية في اليمن. وقال إن “دورنا كان ميسرا للمفاوضات، نحن لم نتفاوض مع أي طرف، وإنما كنا نعمل كميسرين من أجل دفع العملية السياسية قدما إلى الأمام، والأممالمتحدة لا تتحمل مسئولية ما حدث”. بنعمر، الذي كان حريصا في تصريحاته اليوم علي أن يؤكد أكثر من مرة أنه قدم لتوه آخر افادة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي، قال أيضا إنه “لم يتم الاستجابة من قبل أعضاء المجلس الأمن للبنود التي تضمنها قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع″. ويقضي القرار 2216 بالانسحاب الفوري لقوات الحوثيين والرئيس اليمني السابق صالح من المناطق التي استولوا عليها وبتسليم أسلحتهم والتوقف عن استخدام السلطات التي تندرج تحت سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، الدخول في مفاوضات بهدف التوصل إلى حل سلمي. وحول نشوب خلافات بينه وبين دول مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الثلاثة الماضية، وخاصة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف، قال جمال بنعمر “إننا عملنا عن كثب مع دول مجلس التعاون الخليجي منذ بد العملية الانتقالية في اليمن (عام 2011)، وسوف تستمر الأممالمتحدة في هذا التعاون الوثيق.. لقد عملنا مع الجميع من أجل تنفيذ الاتفاقية الانتقالية، بناء على مبادرة دول مجلس التعاون، وسوف نستمر في ذلك”. وأعلنت الأممالمتحدة، السبت الماضي، رسميا تعيين الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا خاصا له لليمن، خلفا للدبلوماسي المغربي جمال بنعمر. وفي بيان نشره على صفحته على موقع “فيسبوك”، أعلن بنعمر، في 16 أبريل/ نيسان الجاري، رسميا، تنحيه عن منصبه كمستشار خاص للأمين العام للأمم المتحدة حول اليمن، بعد أربع سنوات أشرف فيها على العملية السياسية الانتقالية في اليمن منذ عام 2011. وبنعمر، هو ناشط سياسي ودبلوماسي مغربي ولد في أبريل/نيسان 1957 وقاد الوساطة كممثل للأمين العام للأمم المتحدة بين نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وشباب الثورة اليمنية وقوى المعارضة المساندة لها منذ عام 2011، إضافه إلى الوساطة بين نظام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادى وجماعة الحوثي.