أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن كتابة التاريخ هو الجواب الحقيقي لفرنسا والسبيل إلى إرغامها على الاعتذار عن جرائمها. وشدد وزير المجاهدين خلال مداخلاته ضمن "فوروم" الإذاعة الوطنية، على ضرورة إبراز تضحيات الشعب الجزائري وجرائم الاستعمار الذي قام وفقا لإحصاءات مؤرخين جزائرين وأجانب ب 17 تفجيرا نوويا راح ضحيتها أكثر من 40 ألف قتيل وكذا آلاف المفقودين مجهولي المصير من المعتقلين إبان الثورة. وأوضح الوزير على أن كتابة التاريخ بأقلام جزائرية نزيهة حفاظا على التراث المرتبط بثورة نوفمبر وتبليغه للأجيال القادمة هو أولوية في أجندة الوزارة وأن التنمية لن تكون شاملة دون ذاكرة تخلد تاريخ أمّتنا. وأضاف "لقد مررنا بفترة أهملنا خلالها ولأسباب موضوعية كتابة تاريخنا، لكننا حاليا نشهد صحوة واستفاقة كبيرة، تتجسد في إنجازات ضخمة مسجلة ومكتوبة ومصورة لحفظ الذاكرة وتخليد ثورة نوفمبر التي اكتسبت عظمتها حين وحدت كل الشعب الجزائري". وذكّر زيتوني أن وزارة المجاهدين عاكفة على جمع شهادات المجاهدين في كل ربوع الوطن وخارجه وكذا استرجاع الأرشيف الخاص بثورة نوفمبر سواء على المستوى الداخلي أو من الخارج، وقال إن الجزائر مستعدة لشرائه إن اقتضت الضرورة، كما دعا المواطنين إلى تسليم أي أرشيف من شأنه التوثيق لحقبة الاستعمار لأنه ملك لكل الشعب الجزائري. وبهذا الخصوص صرح المتحدث أنه تم جمع 04 آلاف ساعة من شهادات مجاهدين من مختلف أنحاء الوطن بالإضافة إلى 160 ساعة تم تسلمها مؤخرا، كما تم الشروع في إنجاز متاحف عبر كل الولايات، الإشراف على إنجاز أفلام حول قادة الثورة التحريرية "كريم بلقاسم، مصطفى بن بولعيد، وقريبا العربي بن مهيدي". وقال انه تم تزويد مراكز الراحة بأجهزة تصوير وتسجيل للاستفادة من شهادات المجاهدين لدى إقامتهم بها، و كذا تسهيل مهمة الباحثين في هذا المجال داخل كل المكتبات الوطنية. وأشار الطيب زيتوني في حديثه إلى استراتيجية مدروسة لجلب الشباب وتشجيعه على الاطلاع على تاريخ أجداده من خلال السماح بالمطالعة والمراجعة داخل المتاحف وإمكانية زيارتها مجانا، مذكرا بأن هناك اتفاقية مع كل الوزارات تقريبا للتنسيق وبعث هذه الحركة الوطنية. وفي السياق ذاته، انطلق الاثنين بوهران ملتقى دولي حول "الممارسة القمعية والسياسات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر من 1830 إلى 1962" يدوم يومين، بمشاركة باحثين جامعيين من فرنسا وبلجيكا والكويت وتونس والمغرب وعدة جامعات من الجزائر. ويهدف هذا الملتقى الذي تشرف عليه وزارة المجاهدين، إلى التعريف بمختلف أساليب التعذيب والقمع الذي عاشه الشعب الجزائري أبان تلك العقبة، على ضوء شهادات ووقائع سوف يدلي بها بعض الأجانب ممن تعرضوا إلى أبشع الجرائم وكذا من ساندوا الثورة الجزائرية أيدوا حق الشعب الجزائري. ومن بين المواضيع التي سيتم مناقشتها في هذا اللقاء "جرائم وممارسة التعذيب للاستعمار الفرنسي واستخدام أسلحة الدمار الشامل في الجزائر" و"المقاومات الدولية لممارسة التعذيب أثناء حرب التحرير الوطني" و"الخطاب الفرنسي تجاه مسألة التوبة" و"التعذيب في المذكرات وشهادات الجلادين الفرنسيين حالة بول أوساريس". وقد تم عرض فيلم "العقيد لطفي"، الأحد، بقاعة السينما المغرب لوهران و فيلم "كريم بلقاسم" للمخرج أحمد راشدي الثلاثاء في إطار سلسلة الأفلام التي تخلد القادة التاريخيين للحرب التحريرية.