في مشهد تقشعر له الأبدان وتدمع له القلوب قبل العيون، كان لقاء السيدة نجاة شوال بابنتها التي لم ترها منذ وصولها إلى الجزائر العاصمة لإجراء عمليتها الجراحية قبل نحو شهر تقريبا، الإبنة التي ظل قلبها يحترق لوعة وخوفا على والدتها، قبل أن تطمئن أخيرا وتقر عينها برؤيتها. ووسط عناية تامة ورعاية صحية متكاملة من الفريق الطبي والجراحي بالمؤسسة العمومية الاستشفائية رحموني جيلالي المرادية، تخضع السيدة شوال نجاة حاليا للمتابعة الطبية، المستمرة والمتواصلة، كما خضعت لعملية جراحية دقيقة، الأسبوع الماضي، دامت نحو 3 ساعات تقريبا، استئصل فيها الورم الخطير الذي كانت تعاني منه على مستوى البطن. "الشروق" زارت السيدة نجاة في المستشفى الذي تعالج فيه حاليا، حيث وجدناها في حالة نفسية مرتاحة ومستقرة، خصوصا بعد ما ارتاحت من معاناتها التي استمرت أكثر من 7 سنوات كاملة. السيدة شوال نجاة من مدينة سدراتة كانت من بين الحالات المعروضة عبر قناة الشروق من خلال برنامج وافعلوا الخير، حيث كان البرنامج سباقا إلى عرض حالة السيدة نجاة شوال، وتبليغ صرختها للسلطات والمسؤولين وأهل الخير، وبالفعل فبعد أقل من أسبوع على بث حالتها، استجابت وزارة الصحة والسكان للنداء، وأمر وزير الصحة السيد عبد المالك بوضياف بالتكفل بحالة السيدة شوال على الفور، فتم نقلها من سوق اهراس إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية رحموني جيلالي بالمرادية، حيث تلقى حاليا كل الرعاية والاهتمام، وتشرف مديرة المؤسسة السيدة بوبكر إيمان شخصيا على حالتها ومتابعتها يوما بيوم، بالإضافة إلى الفريق الطبي والممرضين وعلى رأسهم المراقبة العامة في الجراحة السيدة سعيدة علي تودرت، التي تسهر باستمرار على العناية بالسيدة نجاة والتخفيف من آلامها. وفي لقائنا بصبري، الابن البكر للسيدة شوال، صبري الذي بكى وأبكى الجزائريين عند عرض حالة والدته عبر البرنامج، مناشدا بكل عبارات العطف والرحمة وزير الصحة للتكفل بوالدته، بدا مرتاحا لما تلقاه والدته اليوم من اهتمام. صبري لايزال مع والدته، يرافقها ليل نهار، يحلم باليوم الذي تعود إليه والدته سالمة معافاة، هو الحلم الوحيد لصبري الذي ضحى بمستقبله، كله، عندما تخلى عن منصبه في صفوف الجيش الوطني الشعبي، ليعتني بوالدته، فكان نعم الابن البار لها. وعبر الشروق، يوجه صبري كل شكره وامتنانه لوزير الصحة الذي استجاب لندائه ووفّى بوعده عندما صرح أن الوزارة ستتكفل بحالتها، وأثبت بالفعل أن الجزائر ليست عاجزة على علاج أبنائها.
وسيبقى برنامج وافعلوا الخير متابعا أيضا لتطورات حالة السيدة شوال نجاة، على أمل أن تكون من الحالات الإيجابية الحاضرة معنا بعد شفائها التام بإذن الله عز وجل في الأعداد المقبلة.