* الصمت لم يعد بابا من أبواب الحكمة في مواجهة الموت الجبان الغبي الذي يوجه إلى صدور الجزائريين المدنيين أو العسكريين.. إن الصمت في هذه الحالة لا يمكن الا أن يكون بابا من أبواب السكوت عن الحق، بل يصبح مرتبة عليا من مراتب الشيطان الأخرس.. ماذا يريدون بالجزائر..الا يكفينا قتلا وموتا ما يحصل في العراق وأفغانستان وفلسطين؟ ألا تكفي طائرات أمريكا وصواريخ إسرائيل؟ ألا يكفينا حزن وأيتام وأرامل وتدمير سبل الحياة؟من هم هؤلاء الذين يقترفون جريمة قتل درك جزائري وجيش جزائري وشرطة جزائرية؟من هم الذين يستنزفون ثروات الجزائر ويحرفونها عن وجهتها ويهددون أمنها الوطني ويجعلونها عرضة للانهيار والتشظي وعدم القدرة عن الدفاع عن الحرمات؟ * وحتى نفهم ما الذي يحصل لابد أن نتابع الجزائر التي كسرت أنف الحلف الأطلسي بثورة قدم فيها الشعب خيرة أبنائه على مذبح الحرية والكرامة وانطلق يبني دولة عصرية بجامعات ومدارس ومعامل ومطارات وشبكات مواصلات، ويقف مع كل قضايا المظلومين والمحرومين في العالم لاسيما قضية فلسطين، فكانت أحقاد الغرب والصليبية تلاحق الجزائر بمؤامرات وكيد ليل أسود.. حاصروا الجزائر وتجربتها في الاكتفاء الذاتي والبناء الاقتصادي ولم يهدأ لهم بال حتى كادوا أن يجهضوا جهودا جبارة بذلت على هذا الصعيد..لم يتوقف الهجوم الغربي على الجزائر بأشكال عدة ثقافية وإعلامية وسياسية لتفقد الجزائر دورها الإقليمي ومكانها الدولية.. واشترك مع الغربيين بعض دول الإقليم في مناخ كيدي بغيض.. والآن وبعد تجارب مرحلة إهدار المال العام في الثمانينيات وتحمل البلاد لعشرات مليارات الدولارات نهضت الجزائر في واحدة من أرقى نهضاتها لتسد ديونها قبل آجالها، وتحقق وفرا ماليا بعشرات مليارات الدولارات وتطرح مشاريع كبرى على صعيد البنى التحتية وتفتح المجال واسعا للاستثمار الذي يجد في الجزائر فرصة عظيمة تجعل البلاد على موعد بالرفاه والتقدم.. هنا بالضبط يضربون بعنف لفرض حالة اللااستقرار في البلاد يعني لا استثمار.. * إن هناك أهدافا سياسية وأخرى اقتصادية وفي المحصلة أهدافا إستراتيجية من وراء هذه الأفعال الدموية..إن الهدف جعل الجزائر شذرا مذرا وإفقادها إمكانية التوازن لتفقد إمكانية أن يكون لها دور فيما يخطط للإقليم. * لن نسأل عن عناوين الفاعلين ولا عن أسمائهم ولا عن ملتهم ومذهبهم ولا عن بواعثهم..إننا نسأل عن المحصلة من أفعالهم، فالاخسرون أعمالا يظنون أنهم يحسنون صنعا، لكن سعيهم ضل في الحياة الدنيا.. سؤال واحد فقط. ماذا لو انهار الجيش الجزائري والدرك الجزائري لا سمح الله.. هل تبقى جزائر؟ إن الصوت لابد أن يعلو من الجميع ضد الموت الغبي الجبان.