شهدت القاعة الزرقاء بالمكتبة الوطنية أول أمس، تنظيم أمسية أدبية وقعها منتدى الإبداع الأدبي تكريما لذكرى الراحل محمود درويش وحضرها نخبة من الكتّاب والشعراء يتقدمهم محمد ألميلي والطاهر بن عيشة اللذان قدما شهادة عن الشاعر وعلاقاتهما به. حيث استحضر بن عيشة تفاصيل لقائه الأول بشاعر القضية الفلسطينية وكيف كانت قصائد درويش إطارا للبرنامج الذي كان يقدمه بن عيشة في الإذاعة بعنوان "من أدب الثورة". وفي نفس الإطار، قدم محمد ألميلي شهادة عاد من خلالها إلى تفاصيل لقائه الأول بمحمود درويش في بيروت واستعاد عبرها رغبة درويش الدائمة في التفوق على شعراء الغرب، وأضاف ألميلي قائلا إن درويش تجاوز الشعرية العربية وكان يرغب في تجاوز الشعراء الغربيين. وفي ذات السياق، قال ألميلي إن نوبل أخطأت درويش لأنه كان فلسطينيا. وفي ذات الأمسية التي نشطتها الصحفية مسعودة بوطلعة، تدخلت رئيسة الاتحاد النسائي الفلسطيني خضرة العابدي التي أكدت في كلمتها أن درويش كان مسطرا لمنهاج الثورة الفلسطينية وكان بالنسبة لشعبه وقضيته كالإسمنت المسلح، ليفسح بعدها المجال لقراءات شعرية بعضها استحضر درويش مثل الشاعر رشدي رضوان الذي عاد للحظات الرحيل من خلال "درويش ولد القصيدة" والشاعرة العائدة من برنامج أمير الشعراء شفيقة لوعيل التي قرأت "سيرا زين"، فيما فضل بعض الشعراء استعادة درويش في قصائده مثلما فعلت مها الصلاح التي قرأت مديح الظل العالي، فيما اختار المسرحي العراقي فاضل عباس تقديم تركيب شعري مزج فيه لحظة الحزن على درويش بلحظة الفاجعة في بغداد في مقاطع تحلى فيها بالإبداع وصفقت لها القاعة مطولا.