فاجأ إمام بجامع أبي ذر الغفاري، في حي 450 مسكن، بالخروب بولاية قسنطينة، في درس الجمعة الأخير الحضور، بسفره بهم إلى غاية مدينة سطيف، وحرّم التوجه إلى موقع عين الفوارة الشهير، لشرب الماء من يديها، على حد تعبيره. الإمام اعتبر الناحت الوحيد لتمثال عين الفوارة، وهو نحات فرنسي كافرا، والذي كان هدفه الوحيد أن يضع تمثالا لامرأة عارية في قلب مدينة الشهداء والانتفاضات الثورية حتى يزوره الجزائريون في شبه حج لأجل شرب الماء، والذي يتطلب حسبه انحناء الشارب بما يشبه السجود، وصاح في وجه المصلين: إياكم والسجود لغير الله، إياكم والسجود لتمثال عين الفوارة . وإذا كان المصلون قد وافقوا الإمام وهو يصف ما تقدمه بعض الزائرات من دعوات وابتهالات سرية أمام أيدي التمثال بالبدعة بدعاء غير الله، فإنهم لم يفهموا تشدد الرجل وتكراره لكلمة الكفار والشرك والحرام، طوال الدرس الحماسي الذي ألقاه قبيل خطبتي الجمعة. وكان تمثال عين الفوارة قد تعرض للتخريب في العشرية السوداء بواسطة قنبلة نسفته، قبل أن يتم إعادة ترميمه، كما ظهر مؤخرا أحد الفنانين من الهضاب العليا اقترح لباسا أو ما يشبه الحجاب لتمثال المرأة العارية القابعة في هذا المكان منذ سنوات الاستعمار ولكن اقتراحه بقي من دون رد وربما من دون دراسة.
مدرّس جامع أبي ذر الغفاري لم يصل إلى حد المطالبة بإزالة التمثال من مكانه كما حدث مع تمثال الشيخ بن باديس الذي تم إنجازه بطريقة فنية رديئة جدا في قلب قسنطينة، ولكنه اقترح على المصلين بأن لا يتنقلوا إلى المكان، وأن يقاطعوا ماء عين الفوارة حتى لا يحققوا أمنية المستعمرين بأن تبقى عاداتهم هي السائدة وما أنجزوه هو الذي يشدّ له الرحال من مختلف المدن إلى حيث يريد الاستعمار، وألا يقعوا في الشرك بشرب ماء يمرّ عبر قناة في قلب التمثال وبالتالي السجود لغير الله على حد تعبير هذا الإمام.