أكد اسماعيل عميروش مدير الموارد المائية بولاية الجزائر، بأن مشروع تطهير وتهيئة وادي الحراش سيتأخر، بعد أن كان مقررا إنتهاء أشغاله مع نهاية السنة الجارية لأسباب تقنية. وأوضح عميروش، أن إستلام مشروع تهيئة وتطهير وادي الحراش لن يتم مع نهاية السنة الجارية، بسبب عدم إنطلاق أشغال تهيئة 3.2 كلم من مجراه منها ما يقع بوسط مدينة الحراش وكذا الجزء الواقع بين بلديتي براقي وجسر قسنطينة وجزء آخر يقع ببلدية بوروبة . وتشمل هذه المواقع كلا من حي الرملي بين بلديتي براقي وجسر قسنطينة، والذي تقطنه قرابة 4.000 عائلة، وحي المنبع ببوروبة الذي يضم 400 عائلة، إذ ينتظر ترحيل تلك العائلات قبل إنطلاق أشغال توسعة مجرى الوادي. تجدر الإشارة، إلى أن واد الحراش الذي تصب فيه أودية جمعة، وبابا علي، وواد طيرو، وواد السمارالذي يقطع المنطقة الصناعية للناحية الشرقية للعاصمة كان في عقود ماضية قبلة للصيادين، علما أنه يمر بهضبة المتيجة قادما من الأطلس البليدي ممتدا على طول 67 كلم ليصب مباشرة بساحل العاصمة. إلا أن هذا الواد، عرف لاحقا درجة كبيرة من التلوث فاقت 30 مرة المعايير المتعارف عليها 400 مرة معايير المنظمة العالمية للصحة . ويقطع الوادي على امتداد 9 كلم الاخيرة له قبل منفذه الى البحر نسيجا عمرانيا وصناعيا هاما (المناطق الصناعية لبابا علي وجسر قسنطينة والحراش) حيث تلقي المؤسسات بمخلفاتها الصناعية والكيمياوية بمجرى الوادي ما جعل مشكلة تلوثه تتفاقم مع السنوات. وتحول هذا المشكل البيئي الى تهديد لساحل العاصمة وهوما بينته دراسة اجريت سنة 2005 من قبل الياباني ميستويوشيدا الذي كشف عن وجود كميات معتبرة من الرصاص والكلور والزنك وغيرها من المواد الكيماوية السامة بمياه الوادي التي تصب مباشرة في البحر. وحاولت السلطات العمومية خلال عدة سنوات التقليل من حدة هذا التلوث منها محاولة اجراء تغطية كيميائية للروائح التي كانت تسود بمنفذه للبحر والتي عرفت بعملية الياسمين دون الوصول الى حل جذري للمشكل. ولاحقا تم الاعلان في 13 جوان 2012 عن الانطلاق الرسمي لمشروع تطهير وتهيئة واد الحراش والذي اسند للمجمع الجزائري-الكوري (كوسيدار-دايوللبناء) حيث خصص للعملية ككل مبلغ مالي بقيمة 38 مليار دج على ان تنتهي اجال الانجاز في 31 ديسمبر من السنة الجارية. وتتمحور عملية تأهيل واد الحراش حول تحسين نوعية مياهه وإنجاز ثلاثة حدائق واستحداث أنظمة لمراقبة نوعية الماء وأنظمة إنذار خاصة بالفيضان ومحطات ضخ بطاقة 90.000 متر مكعب يوميا. كما سيتم إنجاز ست مساحات لعب للأطفال وتهيئة مسارات للدراجات وأخرى للعدووخمسة عشر أرضية لمختلف الرياضات ومسبحين في الهواء الطلق, الى جانب انجاز 19 جسرا على طول الوادي لربط ضفتيه التي ستعرف غرس 65.000 شجرة مع توفير الإنارة العمومية على كامل امتدادها.