رمضان فرصة للتعبد في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه... أذن بعض المواظبين على آداء صلاة التراويح في شهر رمضان لأنفسهم أن يجتمعوا ويتسامروا على صينيات الشاي والفول السوداني وقلب اللوز أثناء إلقاء الإمام للدرس الذي يسبق الصلاة ليضربوا بذلك عصفورين بحجر واحد... تحصيل الحسنات خلال هذا الشهر الفضيل واستغلال الوقت قبل الصلاة في السؤال عن أحوال البلاد والعباد! * الظاهرة الجديدة التي تبناها بعض الأشخاص ببعض المساجد عرفت انطلاقتها من بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة، لكن سرعان ما انتشرت وتوسعت دائرتها لتضاف إلى قائمة من السلوكات السيئة التي يقدم عليها المصلون كاصطحاب الأطفال وتشغيل الهواتف النقالة وغيرها، ويتخذ المبادرون إليها من زاوية في آخر المسجد مكانا دائما لهم يتشكلون فيه ضمن حلقات لا يتعدى عدد أفرادها السبعة كي لا يجلب * الانتباه إليهم ولا تعم الفوضى، حيث يجلبون معهم أباريق الشاي المحضر في البيت والفناجين البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، بالإضافة إلى كميات من الكاوكاو توزع على صحن أو صحنين، ويتبادلون الأدوار ففي كل مرة يقع الدور على شخص معيّن إلى أن ينتهي الأسبوع. المسألة هذه اعتبرها الكثير من المترددين على المساجد في شهر الصيام لأداء صلاة التراويح سابقة خطيرة تشرع لسلوكات أكثر إساءة في بيوت الله بسبب ما تخلقه من بلبلة وتشويش في أوساط المصلين الذين يفترض في ذهابهم إلى المساجد التفرغ للعبادة والعبادة وفقط، أما من أراد التحادث في أمور الدنيا والتسامر فما عليه سوى التوجه إلى المقاهي التي وجدت لهذا الغرض بالذات. والأمر الذي يطرح نفسه أيضا هو ما يخلفه هؤلاء من ورائهم من قذارة بالمكان نتيجة تدفق بعض أكواب الشاي على الزرابي وبقايا قشور الكاوكاو والعسل الذي يتقاطر من الحلويات المستقدمة على غرار المحنشة والسيقار والقطايف وقلب اللوز، حيث لا يكلفون أنفسهم مشقة رفع البقايا التي يلفظونها، حتى وإن فعل البعض أحيانا فهناك ما يظل عالقا بالزرابي لا يمكن تنظيفه إلا بصعوبة. من جهتهم أئمة بعض المساجد التي تعاني الظاهرة ببلدية باب الوادي وباش جراح، رفعوا في الكثير من المرات نداءاتهم عبر المنابر إلى المصلين من أجل التقيد بآداب المساجد وعدم الانشغال بالأكل والقصرة على حساب العبادة وتجنب هذه الممارسات وحذّروا من التمادي فيها لأنها لا تعكس صورة المسلم الحق دون تخصيص الأشخاص بالاسم أو توجيه الكلام إليهم مباشرة لتفادي إحراجهم أمام الملأ، لكن يبدو أن كل هذا لم يجد نفعا والذكرى لم تنفع المؤمنين.