قالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، إن مسلحاً فلسطينياً قام بإطلاق نار وطعن أشخاص في محطة مركزية للحافلات في مدينة بئر السبع جنوبي الأراضي المحتلة عام 1948، مما أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 11 آخرين. وأفادت تقارير أولية، بأن مهاجمين نفذا الحادث، لكن قائد شرطة المنطقة قال، إن محققين رأوا في وقت لاحق، إن شخصاً واحداً نفذ الهجوم. وقالت الشرطة، إن المهاجم قتل بعد إطلاق النار عليه. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن اسم المهاجم عصام الأعرج وهو من شعفاط على مشارف القدس. وقال قائد الشرطة يورام هاليفي، إن المهاجم دخل محطة الحافلات التي تتمتع بالحراسة واستخدم مسدساً ليهاجم جندياً ويقتله، ثم انتزع بندقيته التي استخدمها فيما بعد في إطلاق النار على الآخرين. وأضاف هاليفي للصحفيين في مسرح الحادث: "نحن نتحرى عن جميع الاحتمالات. إنها أيام تتسم بالتوتر والناس يثيرون الريبة الشديدة". واستشهد 42 فلسطينياً وقتل ثمانية إسرائيليين في أحداث العنف الأخيرة التي تفجرت لأسباب منها غضب الفلسطينيين بسبب الاعتداءات المتزايدة من اليهود على حرم المسجد الأقصى المبارك. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات لحكومته، يوم الأحد، في إشارة إلى المسجد الأقصى "سنحافظ على الوضع القائم. سنواصل عمل ذلك". وفي وقت سابق، يوم الأحد، أقامت إسرائيل حاجزاً خراسانياً قصيراً على طول شارع يحاذي منطقة جبل المكبر وحي يهودي أقامته "إسرائيل" في القدس الشرقية التي ضمتها إليها. وقالت الشرطة، إن الحاجز الذي يصل طوله إلى عشرة أمتار أقيم بصفة مؤقتة عند بؤرة توتر ضمن أحداث العنف التي تفجرت في الآونة الأخيرة في المدينة والهدف منه هو منع إطلاق القنابل الحارقة والمقذوفات الأخرى التي تطلق على منازل اليهود. وزعمت سلطات الاحتلال - التي دفعت بالمئات من قواتها إلى المدن وأقامت المتاريس بالأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية - إن أربعة فلسطينيين قتلوا بالرصاص، يوم السبت، وأصيب خامس بجروح بالغة في هجمات فاشلة بأسلحة بيضاء. وقالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة، إن هجوم بئر السبع "رد طبيعي" على الإعدامات الميدانية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين. وقال حسام بدران الناطق باسم حماس، إن الهجوم يأتي "كرد طبيعي على عمليات الإعدام بالدم البارد التي ينفذها جيش الاحتلال ومستوطنوه بحق أبناء شعبنا". وفي مسعى لتهدئة مخاوف عامة تأججت بسبب أسوأ موجة هجمات قام بها فلسطينيون منذ سنوات في الشوارع منعت أربع مدن إسرائيلية على الأقل - بينها تل أبيب - العمال العرب بصفة مؤقتة من العمل بالمدارس. وفرضت حكومة الاحتلال المزيد من الإجراءات الأمنية، أمس (الأحد)، بعد وقوع مزيد من عمليات الطعن التي نفذها فلسطينيون، يوم السبت. ووسعت شرطة الاحتلال من إجراءات الإيقاف والتفتيش الأمر الذي يتيح للشرطة فعلياً أن تفتش أي شخص في الشارع. وأعلنت وزارة داخلية الاحتلال التي تشرف على البلديات أنها ناشدت "جميع رؤساء البلديات الاستمرار في معاملة جميع العاملين لديهم بالاحترام والمساواة بغض النظر عن الدين والعرق أو النوع". ولم تطلب منهم إلغاء هذه القيود. ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في ألمانيا هذا الأسبوع في إطار مساعي واشنطن لاستعادة الهدوء. ومن المقرر أيضاً أن يجري كيري محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتناول الأوضاع في الشرق الأوسط لكن لم يتحدد مكان هذه المباحثات.