أعلنت زعامات قبلية وعشائرية عراقية في محافظة الأنبار، الاثنين، عن رفضها لأي تدخل عسكري روسي في العراق، معتبرةً أن دخول موسكو في العمليات العسكرية سيؤخر تحرير المحافظة، بسبب خلافاتها مع التحالف الدولي الداعم للعشائر في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وقال القيادي العشائري محمد عبود العيثاوي، إن "التحالف الدولي وضع جميع الترتيبات اللازمة لتحرير المحافظة من سيطرة التنظيم المتشدد بمساعدة القوات الأمنية ومسلحي العشائر"، مؤكداً لصحيفة "العربي الجديد"، أن الحديث عن تدخل عسكري روسي في العراق سيفسد الخطط التي وضعت لاستعادة مدينة الرمادي، ومناطق المحافظة الأخرى. وأوضح العيثاوي، أن "ما يسمى التحالف الرباعي، الذي أنشأته روسيا بمشاركة إيران وسوريا والعراق، يعمل على مناهضة التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة"، مبيناً أن دخول التحالفين إلى العراق سيحوله إلى ساحة للصراع بين إرادات الدول الكبرى، ما يعني انخفاض فرص حسم المعركة مع "داعش" بشكل سريع، "كما أن هذا التحالف مبني على أساس طائفي برعاية روسية". ورفض القيادي العشائري أي تنسيق بين "التحالف الرباعي" والطيران الإسرائيلي، مبيناً أنه لا يمكن السماح للطائرات الإسرائيلية بدخول الأراضي العراقية "حتى وإن كان السبب قتال التنظيمات الإرهابية". من جهته، قال القيادي في مجلس عشائر الأنبار، تركي العايد، إن مدن محافظة الأنبار لن تطهر من تنظيم "داعش" إذا ما تدخلت روسيا في الملف الأمني العراقي، بسبب خلافاتها مع التحالف الدولي. وأكد العايد، أنّ القوات العراقية ومسلحي العشائر في جاهزية قتالية كاملة لقتال التنظيم، بعد تحقيقهم نجاحات أمنية في معارك تطهير المناطق المحيطة في الرمادي، مطالباً الجميع ببذل الجهود لإنجاح معارك التحرير من دون تدخل خارجي جديد، ومطالباً الحكومة العراقية بدعم المقاتلين في الأنبار. وفي سياق متصل، أعلنت كتلة الحل البرلمانية السُّنية في بيان، عن موقفها الرسمي والصريح حول التنسيق (الروسي - الإسرائيلي) ضمن إطار "التحالف الرباعي"، مبينة أن هذا التنسيق سيطلق يد إسرائيل في العراق، تحت ذريعة محاربة الإرهاب. وقال رئيس الكتلة محمد الكربولي، إن تصاعد وتيرة اللقاءات الرسمية (الروسية - الإسرائيلية)، وما تبعها من تصريحات للمسؤولين الروس حول تنسيق وتعاون مستقبلي بين البلدين ضمن إطار "التحالف الرباعي" تثير المخاوف، وتثبت تحذيراتنا السابقة للحكومة من مغبة ربط مستقبل العراق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا الكربولي، في بيان، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى عرض اتفاقية "التحالف الرباعي" على ممثلي الشعب للموافقة عليها أو عرضها للاستفتاء العام، عملاً بنص المادة 131 من الدستور. كما لفت إلى أن "الدخول في تحالف تكون إسرائيل طرفاً فيه، سيحوّل العراق إلى جسر لضبط علاقة إسرائيل بالنظام السوري أو حزب الله اللبناني، من دون وجود حسابات لمصلحة الدولة العراقية". إلى ذلك، اعتبر القيادي في تحالف القوى العراقية، ظافر العاني، أن موافقة العراق على الدخول في تحالف ينسق مع إسرائيل يمثل "خيانة عظمى"، موضحاً في بيان، الأحد، أن كتلته وجهت رسالة إلى رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، حاكم الزاملي، تعرب فيها عن قلقها من التنسيق والتعاون بين ما يسمى ب"التحالف الرباعي والكيان الصهيوني".