شهدت محلات بيع الشيفون هذه الأيام إقبالا كبيرا من العائلات الباحثة عن الملابس الشتوية والمعاطف قبل أن يدخل موسم الشتاء رسميا ويصبح البحث عنها صعبا بعض الشيء في ظل تهافت الكثير من الأشخاص على هذا النوع من الألبسة ذات النوعية الجيدة وبأسعار معقولة. وعلى الرغم من التعليمات التي أقرتها الدولة بمنع بيع الشيفون في الجزائر وإلزام التجار الذين اعتادوا على بيع الملابس المستعملة بتغيير نشاطهم، إلا أنها لم تجسد على أرض الواقع، ناهيك عن تحذيرات مجموعة من المختصين في مجال الصحة من ارتداء هذا النوع من الملابس التي يتم استيرادها من الخارج وبالأخص من بعض الدول الأوربية، إلا أن هذه التحذيرات لم تؤت أكلها هي الأخرى، وظلت هذه المحلات تحتل مساحة لا بأس بها في النسيج العمراني للبلاد. ويفضل الكثير من الجزائريين الشيفون نظرا لنوعيته الرفيعة ذات الماركات العالمية وبأسعار معقولة مقارنة بنظيرتها الجديدة، حيث يتجاوز سعر المعطف في هذه الأخيرة 15000 دج بينما لا يتعدى 3000 دج في محلات الشيفون. وفي جولة قصيرة قادتنا إلى بعض محلات الشيفون المتواجدة في حي "بن عمر" بالقبة، لاحظنا تهافت الجزائريين على هذا النوع من الألبسة، ففي أحد المحلات التي قام صاحبها بفتح كمية كبيرة من الألبسة الشتوية، وقام بعرضها بأسعار مختلفة حسب نوع القطعة، وجدنا إحدى السيدات تتفقد السلعة، والتي عبرت عن دهشتها من ارتفاع أسعار هذه الملابس، قائلة "اعتدت على اقتناء الملابس الخاصة بفصل الشتاء لأولادي من محلات بيع الشيفون بالرغاية، نظرا لانخفاض أسعارها ونوعيتها الممتازة، إلا أنني قدمت اليوم إلى بن عمر مع إحدى قريباتي، فتفاجأت بأسعارها المرتفعة"، حيث تقول إن صاحب المحل يبيع حذاء أطفال ب 4000 دج، في حين اقتنت واحدا منذ أيام بسعر 1000 دج. وعند سؤالنا لصاحب المحل رد قائلا "هذي بالة جديدة فتحتها الآن"، مضيفا أن الأحذية التي يبيعها شبه جديدة، لأنك لن تجد فيها خدشا واحدا، ناهيك عن المادة المصنعة منها وهي الجلد، وهذا ما يفسر ارتفاع أسعارها حسب قوله. فيما يتخوف البعض الآخر من التأثيرات الجانبية لملابس الشيفون على الصحة، ولمعرفة مدى صحة هذه الفرضية اتصلنا بالدكتور "الياس مرابط" رئيس نقابة الأطباء الممارسين، الذي أكد أنه لا توجد دراسات رسمية على مستوى الجمعيات والمؤسسات الطبية حول ملابس الشيفون وتأثيراتها على الصحة، إلا أنه أشار إلى الحالة التي تبدو عليها ملابس الشيفون وهي معروضة في المحل، ناهيك عن الروائح المنبعثة منها والتي تسببها المواد الحافظة، مشيرا إلى ضرورة تنظيفها أكثر من مرة بما أن الملابس الجديدة تحتاج إلى النظافة فما بالك بالبالية.