دقّت عديد الجمعيات الناشطة في المجال الصحي بولاية المدية ناقوس الخطر بشأن توسع أعداد المصابين بداء السرطان بالولاية خلال السنوات الأخيرة، والتي بلغت مستويات قياسية تؤهله لأن يتحوّل إلى ظاهرة وبائية بعدد من المناطق بها، فبعد أن بسط أذاه على آلاف الراشدين، بشكل غير مسبوق خلال العقدين الماضيين، عرف مطلع العقد الجاري امتداد الإصابة به إلى شرائح واسعة من الأطفال. ولا يزال مركز مكافحة داء السرطان بمستشفى "فرانس فانون" بولاية البليدة يستقبل شهريا عشرات الإصابات الجديدة من هؤلاء الأطفال المنحدرين في غالبيتهم من مدينة المدية وضواحيها، وعلى الرغم من إصرار هذه الجمعيات إلى جانب كثير من المنتخبين المحليين في كل مرة وفي كل نقاش يدار، على أهمية وضرورة التحقيق العاجل في أسباب هذا التوسّع المخيف والانتشار اللافت للنظر لداء السرطان بمناطق صارت تعرف ب"أوكار المرض الخبيث"، ممثلة في عاصمة الولاية وعدد من البلديات والأحياء التي تقع في محيطها أو قريبة منها، على غرار بلدية ذراع السمار وبلدية سي المحجوب وبوعيشون وأحياء باتي وواد الزيتون وشلعلع وغيرها، وهي الأحياء والبلديات التي سجلت عددا معتبرا من ضحاياه من خلال الانتشار الواسع للمفرغات العمومية التي تحوّلت إلى فضاءات لإتلاف كثير من النفايات الخطيرة حرقا، وبشكل يومي . ولعل وضع المفرغة العمومية لما بين البلديات الواقعة ببلدية ذراع السمار غربي المدية تعتبر الأخطر والأسوأ من حيث حجم ونوعية النفايات التي ترمى فيها بشكل عشوائي بكمية تجاوز سقف 150 طن يوميا، وهي الأطنان التي تتعرض للحرق من قبل عصابات فرز النفايات، دون رقيب أو رادع، وهي العامل الأول لانتشار السرطان في الولاية.