أثار قرار غلق وتشميع مدرسة خيرية ل"جمعية طيبة للبر والإحسان"، الكائن مقرها في بوروبة، الذي نفذ الثلاثاء، من طرف مصالح الأمن، تطبيقا لتعليمات صادرة عن ولاية الجزائر، موجة من الاستياء والغضب بين العائلات المعوزة وأبنائهم، الذين تعودوا على تلقي دروس في مختلف المواد داخل 19 قسما، منهم المتخصص في الإعلام الآلي، حيث تجمع العشرات من التلاميذ، أمسية الثلاثاء، أمام مدخل المدرسة لمعرفة أسباب الغلق، التي وصفها رئيس الجمعية بغير المقنعة، على اعتبار أنها خيرية وليست بخاصة مثل ما تلقته المصالح الولائية من شكاوى. وقال ممثلو الجمعية، ممن التقت بهم "الشروق"، الثلاثاء، من بينهم رئيسها عبد الكريم شبين، إنهم تفاجأوا، يوم الثلاثاء المنصرم، بقدوم مصالح الأمن والشرطة العلمية لتشميع المدرسة الخيرية، التي تقدم دروسا تدعيمية بالمجان ل 301 تلميذ معوز ويتيم، يقطنون بوروبة وباش جراح، لأجل تشميع مداخل مدرسة الجمعية، التي تأسست في 2012 وتم تجديدها في 2014 بقرار ولائي صادر بتاريخ 12/10/2015 تحت رقم 5816 لسبب أنها غير قانونية إلى غاية تسوية وضعيتها الإدارية ومطابقتها للقانون بعد تسوية وضعيتها، لا سيما الأمر رقم 05/07 المؤرخ في 23 أوت 2005. وأضاف أن السلطات الولائية قامت بهذا الإجراء كرد فعل للشكوى التي تلقتها من طرف أحد سكان المنطقة، مشتكيا من أنها مؤسسة تربوية خاصة وتحدث فوضى. وهو ما نفاه شبين، مؤكدا أن ما تم تقديمه إلى والي العاصمة من شكاو كلها مغالطات بغية وضع حد لنشاط الجمعية التي أصبح صيتها يعلو في كامل البلدية وضواحيها، لا سيما أنها تقدم إعانات شهرية لفائدة 520 عائلة من المعاقين والأرامل والمعوزين بالإضافة إلى منح دراسية تشجيعا وتدعيما للتلاميذ والطلبة الحاصلين على البكالوريا. كما قامت الجمعية بفتح إقامة للمرضى الذين لا يسعفهم الحظ لكراء شقق بالفنادق، لا سيما منهم القادمين من مختلف الولايات البعيدة لإجراء فحوصات طبية بمختلف مستشفيات العاصمة، حيث تستقبل الإقامة 65 مريضا يوميا. ومن المؤسف تجميد نشاط هذه المدرسة التي تساهم في تربية النشء مما يتطلب من السلطات المعنية إجراء تحقيقات في الأمر قبل اللجوء إلى الغلق. من جهتهم، عبر التلاميذ المتمدرسون بالجمعية، ممن التقتهم "الشروق" بمدخلها، عن كون الجمعية تجبرهم كل بداية موسم دراسي على حمل تصريح شرفي ممضى من طرف ولي أمرهم مقابل منحهم دروسا تدعيمية بالمجان ودون مقابل، مؤكدين أن القرار غير عادل لأن المدرسة بالنسبة إليهم مكسب مهم.