ما قاله اللاعب كريم بن زيمة، بعد عودة المنتخب الفرنسي خائبا من كأس العالم، في جنوب إفريقيا، حيث خرج الخضر من الدور الأول، عندما قال إن "الفوز هو الوحيد الذي يمنحني فرنسيتي من الفرنسيين أما الهزيمة فتردّني إلى جذوري الجزائرية"، صار أسلوب حياة لا يخفى على أحد، وتأكد جليا في أحداث باريس في الجمعة 13، بالرغم من أن الجزائريين في الضفة الجنوبية لا يعتبرون فوز زيدان بكأس العالم انتصارا لهم، ولا يعتبرون مرّاح أو الأخوين كواشي أو مصطفاي هذا الذي تورط في تفجيرات باريس، جزائريين، لأنهم اختاروا جميعا أن يكونوا فرنسيين وقبلت فرنسا وانتهى أمرهم، نهائيا، بدليل أن زيدان زار الجزائر كسائح أجنبي. وكل هؤلاء الذين فجّروا فرنسا إنما هم أبناؤها كما هو ساركوزي الذي لا جذور فرنسية له، فرنسي، وكما هو أوباما الأسمر الذي لا جذور أمريكية له أمريكي، والإعلام الجزائري ينقل الأحداث على أساس أنها شأن داخلي في فرنسا، كما كانت فرنسا تنقل أخبار الإرهاب الذي ضرب الجزائريين واعتبرته دائما شأنا داخليا. لقد أصبح أي تفجير أو أي حدث إرهابي أو إجرامي بسيط، يحدث في فرنسا، إلا وراح الإعلام الفرنسي، مدعوما بالكثير من الساسة ينبش في أصول مرتكبيه، وهو ما لاحظناه في تفجيرات باريس، حيث لم يزد النائب العام عن القول إن أحد الفاعلين فرنسيّ حتى راح الجميع يبحث عن الاسم لأجل تشريحه وتقديمه طازجاً للعالم، بأنه يتعلق برجل من أصول جزائرية، بل إن بعض الصحف الفرنسية اختصرت الرجل بالقول: "الجزائري عمر مصطفاي" وهو لا يحمل جواز سفر جزائريا ولا بطاقة تعريف جزائرية، بطريقة تتطلّب تحركا قويا للدبلوماسية الجزائرية والدولة الجزائرية، لترفض مثل هذه الإهانات التي لم تكن لها فيها أي يد، لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة، لأن ما يحدث في فرنسا فعلا فريدٌ من نوعه لا نراه في إنجلترا ولا في الولايات المتحدةالأمريكية، إذ لا يتم ذكر أصول الزنوج الذين يصنعون بعض الفرح والكثير من الألم في هذه البلدان، بينما تصرّ فرنسا على أن تقرأ في كروموزومات كل من يرتكب خطأ في الوقت الذي تقدم للعالم زين الدين زيدان على أنه فرنسي والبروفيسور كمال صنهاجي أملها في الحصول على نوبل في الطب على أنه فرنسي، وتقدّم الكوميديين سماعين وداني بون، وتفتخر بنجاحات إيزابيل عجاني واسمها ياسمينة في هوليود، وتخفي أصولها الجزائرية رفقة آمال بنت، كما فعلت دائما مع نجوم الكرة عندما تقمّص سمير ناصري ألوان أرسنال وكريم بن زيمة ألوان ريال مدريد، وخاصة أبطال ألعاب القوى في المسافات نصف الطويلة الذين حققوا لها الألقاب.