صورة من الارشيف أنشأت قيادة الجيش مركزا للعمليات العسكرية بمنطقة القبائل يشرف على التنسيق بين مختلف النواحي العسكرية بالولايات الحدودية، كما تم تجنيد حوالي 1200 مقاوم ينحدرون من منطقة الوسط سيتم توزيعهم على "فصائل" * وذلك للانخراط مجددا في عمليات مكافحة الإرهاب بمنطقة القبائل تحت إشراف ضابط سامي في الجيش وفق خطة أمنية جديدة تم وضعها على خلفية سلسلة الاعتداءات الانتحارية في الصائفة الماضية ودخلت حيز التنفيذ بعد الزيارة الميدانية الأخيرة التي قام بها الفريق قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في انتظار تعميم العملية على مستوى المناطق التي تشهد تردي الوضع الأمني بجيجل وسكيكدة، حيث سجلت تحركات إرهابيين مؤخرا. * علمت "الشروق اليومي" من مصادر مؤكدة، أنه تم استحداث مركز للعمليات العسكرية بمنطقة القبائل يقوم بتنسيق العمل مع قيادات النواحي العسكرية خاصة بين الناحية العسكرية الأولى التي تنتمي إليها منطقة القبائل (تيزي وزو، بومرداس والبويرة) والناحية العسكرية الخامسة التي تضم ولايات الشرق أهمها بجاية الولاية الحدودية وذلك لقطع الطريق أمام تحركات الإرهابيين. * وكان تنسيق العمل العسكري يتم بين مختلف القطاعات العسكرية الفرعية مع القطاع العسكري العملياتي بالولاية ليمتد العمل بموجب استحداث مركز عمليات عسكرية الى مختلف القطاعات العملياتية العسكرية بالولايات الحدودية، ويهدف هذا المركز الى جمع المعلومات واستغلالها وتنسيق التدخلات والعمليات العسكرية لغلق المنافذ وممرات تحركات الجماعات الإرهابية التي أصبحت تتنقل من ولاية تيزي وزو الى بجاية ومنها الى جيجل ومناطق الشرق لتنفيذ اعتداءات إرهابية وايضا للإفلات من حصار الجيش لمعاقلهم الرئيسية. * وفي سياق تنفيذ هذه الخطة الأمنية، تم استدعاء مقاومين من مختلف ولايات الوسط الذين أثبتوا كفاءتهم في مجال مكافحة الإرهاب في سنوات العنف، خاصة في مجال العمل الإستعلاماتي ولايزال هؤلاء تابعين لفرق المقاومة، حيث خضعوا لتحريات معمقة قبل إعادة إدماجهم في المخطط الجديد الذي تبنته قيادة الجيش لتفعيل مخطط مكافحة الإرهاب، خاصة بمنطقة القبائل التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم "الجماعة السلفية" وتتمركز بها أهم الكتائب منها "الأنصار"، "الفاروق"، "الفتح"، "الأرقم؛ والسرايا التابعة لها. * وقالت مصادرنا، إنه تم تجنيد المقاومين الذين تتوفر فيهم شروط الانضباط والالتزام والكفاءة ومنهم من كانوا قد راسلوا السلطات العسكرية وأعربوا عن رغبتهم في الانخراط مجددا في العمليات العسكرية بعد تسجيل عودة الأعمال الإرهابية كما سبق ل"الشروق اليومي" أن أشارت إليه باعتبارهم من أبناء المنطقة وعلى دراية بالمسالك والمداخل ويعرفون الغرباء. * وقدرت مصادرنا عدد المقاومين المجندين في منطقة القبائل بحوالي 1200 مدني مسلح سيتم دعمهم بالذخيرة والعتاد بعد أن تم توقيف تموينهم منذ مدة إضافة الى عزلهم عن العمل العسكري الميداني منذ صدور قانون الوئام المدني وبعدها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ولفت مصدرنا الانتباه الى أن السلطات العسكرية اعتمدت مخططا لتأطير هؤلاء المقاومين وتحديد طبيعة مهامهم من خلال تعيين ضابط سامي للإشراف على تسيير المقاومين الذين سيتوزعون في فصائل مع توزيع مهامهم، وعلمنا في هذا الإطار انه تم عرض الإشراف على هذه الفصائل على ضباط متقاعدين من الجيش أثبتوا كفاءتهم خلال سنوات العنف في مكافحة الإرهاب للتنسيق مع قادة الجيش، وتذهب هذه الإجراءات في اتجاه الاستفادة من خبرة هؤلاء في القضاء على نواة تنظيم "الجيا" الذي عاد اليوم للنشاط تحت عباءة "الجماعة السلفية". * وكان الفريق قايد صالح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي قد قام بمعاينة مخطط مكافحة الإرهاب بتيزي وزو وعقد لقاء مع قادة الجيش ومسؤولي الأمن ويكون قد دعاهم الى التجند وتوحيد الجهود وتنسيق العمل لاستئصال آفة الإرهاب نهائيا، ويكون أيضا أشرف على انطلاق العمل بالخطة الأمنية الجديدة.