يعاني أكثر من 150 فلاح، بمنطقة صحن الحلفاية بدائرة المقرن شرق ولاية الوادي، من الانعدام التام للكهرباء، وهو ما أدى بأغلبهم إلى مد خطوط كهربائية على مسافات تصل لأزيد من 2.5 كلم على الأقل، رغم أن المحيط ينتج أزيد من 40 بالمائة من الطماطم، ويمول الأسواق المحلية والوطنية بهذه المادة. يفوق إنتاج الفلاح الواحد من الطماطم مابين 1500 قنطار وألفي قنطار تقريبا، خاصة أن الجهة عرفت بالثروة الفلاحية في هذا المنتوج تحديدا، ولهم القدرة على التوسع وزيادة المساحة، في ظل ذلك يقابلها إدارة ظهر الجهات الوصية لهذه الإنجازات، وعدم مواكبتها لإرادة الفلاحين بتوفير الكهرباء، وباتوا ضحية في حلقة مفرغة بين رؤساء بلديات الدائرة المذكورة، وتنصلهم في من له الحق في طلب وتوفير الكهرباء وإنقاذهم وتشجيعهم على الاستثمار الزراعي. فلاحو صحن الحلفاية يؤكدون أنهم لا يحتاجون من الدولة، سوى توفير الكهرباء فقط لا غير، خاصة أن مد الكوابل وشراء المولدات الكهربائية أرهقهم وكلفهم أموالا باهظة. عبد الوهاب فلاح شاب أرقته بُعد الخطوط الكهربائية التي تصل إلى 03 كلم، مما انعكس بالسلب على ضعف التيار الكهربائي، وفرض غلاء وارتفاعا للفواتير بشكل جنوني، والإتلاف المتكرر والدائم للمضخات الكهربائية، وهي خسائر تحد من التحفيز في توسعة مشاريعهم الفلاحية. أما الطيب وهو أب لتسعة أبناء استثمر كل واحد في زراعة الطماطم والخضراوات، ويؤكد على أنها قضت بصفة نهائية على أزمة البطالة بالجهة الشرقية نهائيا، والتي أدت بهم إلى جلب اليد العاملة من عديد الولايات على غرار أدرار وتيارت وغيرها، لكن غياب الكهرباء بات هاجسهم الكبير في نجاحهم، كما أن مد الخطوط الكهربائية، التي اعتبرها بمثابة قنابل موقوتة، يشكل خطرا على الأرواح، في ظل ربطها بترقيعها واحتلالها مسارات الفلاحين وأبنائهم، كما امتنع الكثير منهم عن زراعة أراضيهم لعدم وجود الكهرباء والمشاكل اليومية المتعلقة بذلك، إلى حين إيجاد حلول جذرية في المستقبل القريب، كما طالب فلاحو دائرة المقرن بولاية الوادي بفتح تحقيق حول كيفية توزيع المشاريع المخصصة للكهرباء والمسالك الفلاحية، والمعايير المعمول بها، في توجيه الطاقة بكل منطقة، إضافة إلى وقوف السلطات العليا للبلاد على راحة، وتشجيع الإنتاج والفلاحين الأصليين الذين يكابدون في خدمة الأرض والفلاحة بمدهم بشبكة الكهرباء الفلاحية، تساعدهم على توسيع مستثمراتهم وتحقيق منتوج وفير يغطي احتياجات السوق المحلية والوطنية، في ظل توفر الإمكانيات الطبيعية والإرادة.