فتحت دولة قطر الخليجية صفحة جديدة مع إسرائيل يتوقع أن تنعكس على أداء قناة "الجزيرة" ذائعة الصيت وتغطيتها الإعلامية للأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد حظيت وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني باستقبال "مميز" من طرف المسؤولين القطريين الذين دعوها للمشاركة في الدورة الثامنة لمنتدى "الديمقراطية والتنمية والحرية" الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية على مدار ثلاثة أيام، حيث التقت بكل من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبرال ثاني. كما اجتمعت الضيفة الإسرائيلية بنظيرها العماني يوسف بن علوي في الدوحة، في خطوة تعكس توجه الخليجيين أو هذه الدولة على الأقل للتطبيع المجاني مع الدولة العبرية. وهو أول لقاء علني بين ليفني وبن علوي، حيث قالت الصحف الإسرائيلية إن لقاء سريا جرى بين الاثنين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2006. وكشفت المصادر أن المباحثات بين الجانبين في الدوحة تناولت تطورات المفاوضات مع الفلسطينيين وكذلك البحث في دور العالم العربي في عملية السلام. وكان وزير خارجية قطر الذي مازح الضيفة الإسرائيلية بقوله _ لقد تلقيت سبعة اعتذارات عن الحضور بسببك_ قد أكد أنه سيتطرق مع ليفني إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، ولكنه نفى وجود أي مساعي وساطة لقطر بين حركة حماس وإسرائيل .. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت قطر تحاول التوصل إلى عملية تبادل معتقلين تشمل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006، لم ينف الشيخ حمد أن اللقاء مع ليفني سيتطرق إلى هذه القضية، حيث قال: "سننتظر ماذا لديها وسننظر في هذا الموضوع". وكانت قطر قد وحذر رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني قد شن هجوما على إسرائيل في أفريل الماضي، حيث قال في تصريحات أدلى بها للجزيرة آنذاك "يجب على الإسرائيليين أن يعوا أن معاداة العرب والمماطلة في حقوقهم ليس في مصلحتهم وقد يأتي بكارثة على إسرائيل" وانه "من الممكن أن يجدوا في المستقبل جيلا عربيا يرفض السلام معهم". كما أكد أن الجدوى الاقتصادية للمكتب التجاري الإسرائيلي غير مهمة وان التجارة بين البلدين "لا تتجاوز مئتي ألف دولار في السنة". وتجدر الإشارة إلى أن قطر لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ولكنها تؤوي منذ 1996 "مكتب تمثيل تجاري" إسرائيلي يديره دبلوماسيان، فيما يلتقي ممثلو البلدين بانتظام. وكان لرئيس الحالي شيمون بيريز قد زار الدوحة مطلع العام 2007 عندما كان نائبا لرئيس الوزراء وألقى محاضرة في المدينة التعليمية..