حذر سيلفيو برلسكوني، زعيم حزب يمين الوسط والذي فاز الاثنين للمرة الثالثة بالانتخابات العامة ورئاسة حكومة بلاده، من الأشهر الصعاب التي تنتظرنا وقال إنه مستعد للعمل مع المعارضة من أجل تمرير الإصلاحات الاقتصادية التي تُعتبر إيطاليا بأمس الحاجة إليها. وكان قطب المال والإعلام الإيطالي، البالغ من العمر 71 عاما، يتحدث في أعقاب الإعلان عن فوز حزبه واعتراف خصمه وولتر فيلتروني، زعيم الحزب الديمقراطي (يسار وسط) بالهزيمة في الانتخابات. وتوقع المراقبون أن تعقد الحكومة والمعارضة محادثات شائكة خلال الأيام القليلة القادمة من أجل بحث المصاعب الكبيرة التي تواجهها البلاد،وقد تقرر إجراء الانتخابات العامة قبل ثلاث سنوات من موعدها المقرر، وذلك في أعقاب استقالة حكومة رومانو برودي في شهر جانفي الماضي إثر انهيار الائتلاف الحاكم. وأوضحت الأرقام الرسمية أن نحو 80 بالمائة من الناخبين الإيطاليين أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع في الانتخابات التي شهدتها البلاد الأحد، وذلك على الرغم من التوقعات بضعف الإقبال على التصويت. ويبلغ عدد الناخبين في إيطاليا 40 مليون ناخبا، يختارون نوابهم من بين مرشحي 158 حزبا. ومع فرز معظم الأصوات، تبين أن حزب برلسكوني قد فاز بنسبة 47 بالمائة من مقاعد مجلس الشيوخ، بينما حصد حزب فيلتروني 38 بالمائة من الأصوات. أما في مجلس النواب، فقد أشارت الأرقام الرسمية إلى فوز حزب برلسكوني بنسبة 46 بالمائة من المقاعد مقابل 38 بالمائة لحزب فيلتروني. وفي أول رد فعل له على فوز حزبه بالانتخابات، قال برلسكوني في مكالمة هاتفية مع محطة تلفزيون راي إنه تأثر بشكل بالغ بالثقة التي وضعها به العديد من المواطنين، وقال الملياردير الإيطالي: تواجهنا أشهر قادمة صعبة وستتطلب منا قوة كبيرة. وخاطب برلسكوني الإيطاليين بقوله: لكل الإيطاليين أبعث بقبلة حارة. ويرى مراقبون أن الوضع الاقتصادي سيكون من أهم التحديات التي ستواجه حكومة برلسكوني. فقد وصل إجمالي الدين العامة 1100 مليار يورو، وهذا يتجاوز المعدل السنوي للناتج الإجمالي المحلي، مما يعني أن قيمة فوائد الديون تصل إلى 1200 يورو لكل إيطالي. وقد وعد كل من برلسكوني وفيلتروني خلال الانتخابات بتخفيض الضرائب والإنفاق العام، وركز برلسكوني في هذا المجال على ضرائب تسجيل السيارات.