تشهد هذه الأيام العديد من أحياء دائرة حاسي مسعود 90 كلم عن مقر الولاية ورقلة، خاصة بمنطقتي حي بوعمامة المعروف ب"الهايشة" و 36 مسكن، انتشارا واسعا لتفشي ظاهرة الكلاب الضالة والمتشردة، التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة السكان، خاصة أطفال المدارس، أصبحت تهاجم الأهالي، ناهيك عن خطر داء الكلب. يبقى خطر الحيوانات الضالة المفضي إلى الوفاة في بعض الحالات، يلاحق المواطن بمختلف أحياء حوض النفط بحاسي مسعود، وقد امتعض البعض منهم في تصريحهم ل"الشروق" من تفشي الظاهرة على غرار حي بوعمامة و 36 مسكنا وقرية الخويلدات، أين فرضت الحيوانات الضالة، وعلى رأسها الكلاب حظر التجول خاصة في جوف الليل والصباح الباكر. ويتساءل الكثير من السكان عن دور المصالح المعنية في حماية المواطن من خطر جحافل الحيوانات المفترسة الحاملة للعديد من الأمراض القاتلة، في وقت تتجول فيه الحيوانات الضالة بكل حرية في الشوارع والساحات العمومية، وخاصة منها الكلاب المشردة والتي تتحول إلى كلاب مسعورة لإصابتها بداء الكلب التي يضع حياة المواطن على كف عفريت، ويبقى مشكل انتشارها من المشاكل التي تتخبط فيها المنطقة، ناهيك عن النفايات والأوساخ التي زادت من تأزم الوضع بالمدينة. وقد انتشرت ظاهرة تربية الكلاب الضالة من قبل مسيري الحظائر العشوائية، والذين يستعملونها في تأمين الحظائر ليلا بدون أن يلتزموا بعمليات تلقيحها مما يعرضها إلى أمراض مختلفة خاصة داء الكلب وتشهد الظاهرة تزايدا مقلقا، وهذا على خلفية ما ينجر عنها من أخطار كالعض وانتشار الأوبئة، خاصة وأن وجود هذه الكلاب مرتبط بتواجد وانتشار القمامات والمزابل هذه الوضعية أرقت سكان الأحياء المتضررة من الظاهرة المذكورة سلفا، حتى بات الخروج ليلا أو حتى في الصباح الباكر مغامرة غير محمودة العواقب. ومن هذا المنطلق فهم يناشدون السلطات المعنية بالتدخل العاجل على رأسها والي الولاية سعد أقوجيل بمنح تراخيص استعمال السلاح في قتلها، ناهيك عن تنظيم حملات للقضاء عليها، حيث يبقى أخذ الحيطة والحذر أهم وسائل الوقاية. من جهة أخرى أضحت الكلاب والعديد من الحيوانات تشكل خطرا عبر الطرقات، وذلك بقطعها الطرق من دون سابق إنذار، مما تسببت في العديد من الأحيان من حدوث حوادث مرور ذهب ضحيتها أبرياء. وتجدر الإشارة إلى أن بلدية حاسي مسعود قد شنت في وقت سابق حملة إبادة طالت العشرات من الكلاب المتشردة باستعمال تقنية جديدة تتمثل في تنويم الكلاب بواسطة دس منوم لها في الطعام و منها قتلها بواسطة حقن قاتلة، وقد لاقت هذه العملية استحسانا واسعا لدى سكان حوض النفط، غير أنها لم تكن كافية لأعدادها الهائلة بالمنطقة.