أضحت مختلف الأحياء والمجمعات السكنية بولاية غرداية في الأشهر الأخيرة تعجّ بالكلاب الضالة ليلا إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، التي أصبحت تتجول بين الأحياء بكل حرية، ورغم ما تشكله هذه الظاهرة من خطر بالغ على الصحة العمومية، إلا أن السلطات المحلية المطالبة بتنظيم حملات للقضاء على هذه الحيوانات الخطيرة، تبقى تلعب دور المتفرج. مواطنو المنطقة يرفضون الخروج إلى صلاة الصبح، وآخرون يفرضون على أبنائهم الدخول باكرا، وفلاحو ومربو المواشي متذمرون أيضا من هاته الظاهرة، تعددت الشكاوى والسبب في ذلك الكلاب المتشردة التي أحكمت سيطرتها على العديد من المجمعات السكنية والأحياء، وأصبح بالتالي السكان مضطرين للبقاء داخل منازلهم خلال وقت الليل، بعدما باتت هذه الكلاب تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم في ظل صمت السلطات المحلية لوضع حد لهذه الظاهرة وتوقف حملة القضاء على هذه الحيوانات منذ مدة طويلة . وإذا كانت معظم الكلاب مسالمة لا تأكل إلا بقايا الطعام بسبب الانتشار الواسع للقمامات، فإن الكلاب المصابة بداء الكلب لا تفرّق بين القمامة والأشخاص، غير أن الثابت بالعديد من بلديات الولاية، أن الكلاب المتوحشة حوّلت حياة السكان إلى جحيم، بعدما أصبحت الأزقة والشوارع مرتعا لها، والتي باتت تنتشر كالفطريات في ظل عجز السلطات المحلية عن إحكام قبضتها على الخطر المحدق بالسكان، وتوقيف عملية الإبادة بهذه الحيوانات بسبب عدم حصول الأميار على التراخيص. الكلاب تمنع المواطنين من أداء صلاة الصبح فسكان بلدية متليلي الفلاحية، والتي تعرف انتشارا كبيرا لهذه الظاهرة، أصبحوا يرفضون أداء صلاة الصبح في المسجد، ويمنعون أولادهم من الخروج للشارع، خوفا من هذه الكلاب التي تعترضهم خلال كل الأوقات، حيث كشفت تصريحاتهم أن العديد من المواطنين ل"الشروق" تعرضوا لهجمات خطيرة لهذه الكلاب حين خروجهم من المنزل للذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الصبح، وهو ما بات يشكل خطرا حقيقيا على الصحة العمومية والبيئة على حد سواء، خصوصا وأن هذه الكلاب تساهم في نشر بعض الأمراض والأوبئة التي تكون عاقبتها وخيمة على الإنسان، كونها تعيش في بيئة سيئة من القمامات والأوساخ. ناشد السكان جميع الجهات بالتدخل لإيقاف هذا الخطر المحدق بهم من خلال تنظيم حملات إبادة لهذه الحيوانات البرية التي وجدت البيئة المناسبة لتكاثرها بشكل كبير. حتى القبور لم تسلم من الكلاب الضالة ساهم الإهمال الذي لازم المقابر ببلدية المنيعة بولاية غرداية، خلال السنوات الأخيرة بالسماح للكلاب الضالة بالدخول للمقابر ونبش قبور الموتى والتعدي على حرمة الأموات وسط صمت المسؤولين، حيث أقدمت مؤخرا مجموعة من الكلاب المفترسة بمقبرة الكاف سيد الحاج يحيى بالبلدية المذكورة، بنهش جثث الموتى نتيجة انعدام الحراسة، وكذا الإهمال والتخريب الذي لازم المقبرة، وهو ما استنكر له السكان نتيجة العبث بجثث الموتى. وطالب سكان الجهة بالإسراع في العمل على إصلاح وحماية المقابر من مختلف التهديدات، وإيجاد حلول سريعة لمشكل انتشار الكلاب الضالة بمختلف الأحياء السكنية، حيث بات الانتشار الواسع لهذه الكلاب يشكل خطرا على حياتهم وحياة أبنائهم نتيجة حملها لمختلف الفيروسات الخطيرة، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل الفوري للقضاء على هذه الحيوانات البرية التي تتكاثر وتتجمع بالقرب من حاويات رمي القمامات، من خلال تنظيم حملات إبادة لهذه الحيوانات البرية التي وجدت البيئة المناسبة لتكاثرها بشكل كبير. المواشي والدواجن الضحية الأولى من جهة أخرى عبّر سكان بلدية العطف بغرداية عن استيائهم الشديد نتيجة الانتشار الواسع للكلاب الضالة، والتي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سلامة السكان، خاصة أطفال المدارس والمساجد، كما أصبحت تهاجم إسطبلات الفلاحين بالأرياف وتقضي على المواشي والدواجن، ناهيك عن خطر داء الكلب الذي يؤدي إلى الوفاة، ويكثر انتشار هذه الكلاب حسب رؤساء الجمعيات في الأحياء المحيطة بالقصر على غرار منطقة تامو، حي اجماضين، اسجلاف باهيمان وحي المجاهد سماوي اسماعيل، في ظل غياب الأمن الوقائي من جهة وتماطل الإدارة في تجديد رخصة اصطياد هذه الكلاب الخطيرة، وقد اشتكى أحد المواطنين من ذات البلدية من هجوم مجموعة من الكلاب الضالة، على أغنامه ودواجنه، ولم يتفطن صاحب المزرعة للأمر إلا في الصباح الباكر. الوقاية أفضل وسيلة لتفادي الداء تشير الإحصائيات إلى أن الجزائر تسجل نحو 20 حالة وفاة سنويا بداء الكلب مع تسجيل مئات الحالات من الأشخاص الذين تعرضوا لعضات متفاوتة، غير أن الوقاية وتحسيس المواطنين بخطورة الإصابة بداء الكلب، والتي غالبا ما تكون قاتلة واتباع أساليب الوقاية وتكثيف التوعية بخطورته، خاصة في الأوساط الريفية والجبلية، أحسن وسيلة لتفادي الخطورة. من جهة ثانية ينصح الأطباء بوجوب التركيز على حملات التحسيس وضرورة تلقيح المواطنين لحيواناتهم الأليفة، والتوجه إلى المستشفيات حين التعرض للخدوش لتفادي الإصابة بالمرض، فضلا عن القضاء على الكلاب الضالة التي تشكل خطرا حقيقيا يهدد الصحة العمومية.