أعلن مسؤول في الأممالمتحدة زار بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق، الثلاثاء، إن المعاناة في هذه البلدة "لا تقارن" بكل ما شهدته طواقم العمل الإنساني في باقي سوريا. وقال ممثل رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة سجاد مالك في مؤتمر عبر دائرة الفيديو من دمشق: "ما رأيناه مروع، لم تكن هناك حياة. كل شيء كان هادئاً للغاية". ووصف الوضع البائس لسكان البلدة وقال إنه في العديد من الحالات بلغ الضعف لدى السكان درجة جعلتهم غير قادرين على الإعراب عن غضبهم. وأضاف أن الطعام كان نادراً حتى إن الناس "ذكروا مراراً أن سعر كيلو الأرز وصل إلى 300 دولار (275 أورو)". وأضاف أن إحدى العائلات "باعت دراجة نارية للحصول على 5 كلغ من الأرز". وأكد "ما رأيناه في مضايا لا يقارن بمناطق أخرى من سوريا". وأبدى "هوله" لما رآه، موضحاً أن الأطفال كانوا يقتاتون من أعشاب يقتلعونها من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال سكان لموظفي الأممالمتحدة، أن المصدر الرئيس للطعام خلال الأسابيع الماضية كان الحساء المعد من الأعشاب والتوابل. وكان السفير السوري في الأممالمتحدة بشار الجعفري صرح للصحافيين في نيويورك، الاثنين، إنه "لا توجد مجاعة في مضايا"، بعد أن ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن 28 شخصاً في البلدة قضوا بسبب الجوع. وتمكنت الأممالمتحدة والمنظمات الشريكة، الاثنين، من إدخال 44 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى بلدة مضايا التي تحاصرها قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني بشكل محكم منذ ستة أشهر. وقال مالك إنه من المقرر دخول قوافل أخرى في الأيام المقبلة. وحذرت الأممالمتحدة، بأن 300 إلى 400 شخص بحاجة إلى مساعدة طبية عاجلة. وبموازاة دخول القافلة إلى مضايا، دخلت 21 شاحنة مماثلة إلى بلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب (شمال غرب) المحاصرتين من الفصائل المقاتلة منذ الصيف الماضي. وقال متحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة ينس لاركي، إن الاتفاق الذي سمح بإدخال المساعدات إلى البلدات الثلاث ينص أيضاً على دخول قوافل إنسانية أخرى إلى مضايا والفوعة وكفريا وكذلك إلى مدينة الزبداني المجاورة لمضايا. ويعيش في مضايا أربعون ألف شخص، بينهم نحو عشرين ألف نازح من الزبداني. وأحصت منظمة أطباء بلا حدود وفاة 28 شخصاً على الأقل بسبب الجوع فيها منذ بداية ديسمبر. ومع انقطاع الماء والكهرباء لجأ السكان إلى حرق الكرتون للتدفئة، بحسب ما أفاد مسؤول أممي آخر، مضيفاً "لقد أعطيناهم كل ما كان في الشاحنات". وأكد مالك، أن منظمة الصحة العالمية ستسعى إلى تحديد عدد من قضوا نتيجة الجوع في مضايا عندما يتم السماح بدخول منظمات الأممالمتحدة إلى المنطقة. وأكد على ضرورة مواصلة إدخال المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة. وقال "إذا لم نتمكن من الاستمرار في ذلك فحتى الجهود التي بذلناهها ستكون مجرد ضمادة صغيرة"، مضيفاً "نريد أن نضمن إنهاء عمليات الحصار هذه". ووسط الانهيار التام للخدمات الصحية في البلدة، قالت منظمة الصحة العالمية، أنها ترغب في إقامة مستوصفات متنقلة في مضايا.