تصوير بشير زمري أشاد المجتمع المدني والحركات التضامنية بالوقفة التي قام بها عناصر الجيش الوطني الشعبي عقب الكارثة البيئية التي ضربت عاصمة وادي ميزاب، وهي الشهادة التي أصر المواطنون التأكيد عليها "للشروق اليومي" في عين المكان بعد مرور حوالي أسبوع عن الطوفان الذي ضرب المنطقة وهو الأكبر منذ عام 1991. * حيث عادت الحياة تدريجيا إلى المدينة المنكوبة، قائلين بالحرف الواحد "لولا الجيش الوطني الشعبي لكانت الكارثة أكبر" بسبب هول الحادثة، من جهتها شرعت اللجان المشتركة المعنية بعملية تفعيل النشاط اليومي الاقتصادي والاجتماعي والمؤسسات المختصة بإعادة تشغيل شبكة الكهرباء بنسبة 90 بالمائة مما مكن فتح من 26 مخبزة من أصل 59 شلت بصفة نهائية الأيام السابقة، كما ساهمت مخبزتين تابعتين للمؤسسة العسكرية بتوفير مادة الخبز للمواطنين بصورة منتظمة، ناهيك عن تزويد الجهة بأكثر من 900 قارورة غاز وتشغيل شبكات غاز المدينة في بعض المناطق التي لا تشكل خطرا على السكان الذين هبوا في وقفة رجل واحد لمساعدة السلطات المحلية التي بدت غير قادرة على احتواء الموقف بمفردها، وتشير التقارير الرسمية إلى تغطية بلديات غرداية، الضاية بن ضحوة، بنورة، العطف، هذه الأخيرة المنعوتة بالأكثر تضررا من الغاز والكهرباء وتزويد الأهالي بالماء بعد إعادة الاعتبار ل37 بئرا من مجموع 42 فضلا عن إعادة شبكة الاتصالات بين الشمال والجنوب بما في ذلك بصريات الهاتف النقال والمحمول، كما تم فتح مسالك الطرق الوطنية ومنها الطريق الوطني رقم 01 و49 ورفع الأنقاض والأوحال ومحاولة محو آثار الدمار الذي حول المدينة في ساعة واحدة إلى مشاهد مأساوية في منطقة صحراوية، وكانت المولدات الكهربائية الضخمة والمعدات التي سخرتها شركة سوناطراك قد ساهمت بقدر كبير في تفعيل الطاقة وإعادة الإنارة إلى المناطق والتجمعات السكانية بشكل أولوي، وفي سياق متصل، تحدثت بعض المصادر عن وصول مياه ملوثة للمنازل عن طريق الصهاريج، غير أن المصالح الصحية فندت الخبر. * مشيرة أنه تم أخذ عينات لإجراء التحليل المخبري قبل توزيعها حفاظا على الصحة العمومية، ولم ترصد أي مضاعفات من شأنها أن تلحق الضرر بالمواطنين، من جانب آخر شرعت اللجنة الوزارية التي تم إيفادها إلى غرداية في اتخاذ جملة من القرارات تقضي باتخاذ تدابير عاجلة تتعلق بتهيئة الأراضي الفلاحية والعمرانية وإحصاء المواقع المتضررة في خطوة لتعويض الفلاحين ومربيي الماشية، كما أطلقت السلطات المحلية حملة الإحصاء الشامل للمساكن المهدمة، هذا وكان الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية الذي عقد اجتماعا ضم إطارات الولاية والقطاعات المشتركة قد أعطى تعليمات صارمة بوجوب التكفل التام بالعائلات المتضررة ورصد الخسائر التي نجمت عن الفيضانات الأخيرة تزامنا وأيام عيد الفطر، وتروي عدة أسر منكوبة التي هربت من هول المشهد وباغتتها المياه المتدفقة إلى الأقبية أو ما يسمى "الداموس" أن التكفل في البداية كان متأخر مما زاد من حجم الأضرار وتزايد عدد القتلى وانهيار المساكن، فيما لجأت عائلات أخرى إلى سطوح البيوت وأعالي الجبال، حيث تعدى وقتها ارتفاع الماء 08 أمتار، وإلا لسجلت مئات الوفيات.