أكد مدير المتحف المركزي للشرطة، في محاضرة ألقاها بدار الثقافة عثمان بالي بولاية إيليزي أول أمس، بأن الشرطة الدولية الأنتربول، تصنف الشرطة الجزائرية في المرتبة الخامسة، من حيث مدى توفير الأمن للمواطن الجزائري. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها بحضور والي الولاية الذي أثنى كثيرا على هذه الالتفاتة، بالإضافة إلى حضور باقي السلطات الأمنية والمسؤولين، وبعض تلاميذ المدارس، وضباط وأعوان الشرطة . عميد الشرطة بدأ المحاضرة، التي ألقاها حول تاريخ الشرطة الجزائرية، بتأكيده بأن ولاية إيليزي، كانت آخر نقطة تمكن الاستعمار الفرنسي من احتلالها، مما يثبت تاريخ المنطقة الجهادي ضد المستعمر، ليعود بعدها إلى السنة 203 قبل الميلاد، حيث أكد بأن تاريخ الشرطة الجزائرية، يعود إلى عصر الدولة النوميدية، في عهد الملك ماسينيسا، والذي اتخذ من قسنطينة عاصمة لها (سيرتا آنذاك)، وما يوجد من آثار بمتحف الحفرة بولاية قسنطينة، إلا دليل على وجود رجال الأمن آنذاك، ثم انتقل إلى العصر الإسلامي، بحيث كان الرستميون أول من تمرد على الدولة العباسية، وهناك اختلف نظام الشرطة على نظام الدولة العباسية، وذلك حسب اختلاف نظام الحكم من الخلافة إلى الإمامة، ثم منها إلى الدولة الفاطمية، وهذه كلها دول تداولت الحكم على أرض الجزائر، أين أكد بأن الشرطة في عهد هذه الدولة، هي أول من استعمل الكلاب للمساعدة، كما أنهم أول من طبقوا نظام حظر التجول من أجل توفير الأمن، وذلك على مستوى العالم كله، ليضيف بأن الدولة الزيانية التي اتخذت من تلمسان عاصمة لها، اهتمت كثيرا بالشرطة، وذلك مثلما هو مدون في كتاب أحد القادة آنذاك، ليؤكد بأن الجزائريين أول من وضعوا قواعد الشرطة، عكس الفرنسيين الذين يدعون ذلك، بحيث ابتكروا نظام الدوام في عمل الشرطة. وفي عهد الدولة العثمانية، والتي نوه بأن الجزائر انتمت طوعا إليها عكس ما يشاع بأن العثمانيين احتلوا الجزائر، فقد كانت الشرطة جد متطورة من حيث النظام والرتب، وهو ما أكده القنصل الأمريكي آنذاك في رسائله إلى الحكومة الأمريكية، بحيث كتب بأن البوليس الجزائري يحمي جميع الممتلكات بشكل جيد، وفي عهد الاحتلال أثنى مدير المتحف المركزي على النظام الأمني الذي أوجده الأمير عبد القادر في إمارته، لينتقل بعدها إلى الشرطة الاستعمارية الفرنسية، وما ارتكبته من مجازر في حق الشعب الجزائري، خاصة في عهد الحاكم الفرنسي سوستيل سنة 1955، بحيث قام بضم جهاز الشرطة إلى الجيش المحتل، والتي قامت على إثرها بعمليات قمعية وحشية ضد الشعب. مدير المتحف، أكد في الأخير أن شرطة الكثير من الدول أصبحت تطلب التكوين في الجزائر، أو إرسال مكونين لها، وهو ما يثبت مستوى التطور الذي وصل إليه جهاز الأمن الجزائري، كونه مبني على أسس علمية أكاديمية، وكذا مرورها بتجربة ميدانية مريرة خلال العشرية السوداء.