في الوقت الذي أحال فيه وكيل الجمهورية لدى محكمة جيجل، قضية "الشهيد الحي"، مريش عبد الحميد، الذي عثر عليه حيّا بولاية الشلف، إلى الجهات القضائية بهذه الولاية الأخيرة قصد استدعائه وسماع أقواله حول تقاضيه من وزارة المجاهدين لمنحتين واحدة تحت رقم 2791 بصفته مجاهدا بولاية الشلف والثانية تحت رقم: 831.135.602 بصفته شهيدا من شهداء الثورة بولاية جيجل. * عاد ابنه الوحيد (مريش عز الدين) لإثارة فصول أخرى من هذه القضية الشائكة، التي كان من أبرز مفاجآتها حين كشفت عنها (الشروق اليومي) لأول مرة في عددها الصادر بتاريخ 11 مارس 2007، ظهور معطيات ووثائق رسمية تؤكد بأن شقيقة ابن الشهيد الحي التي سبق التصريح بوفاتها في 10 ماي 1961، لم تمت بل تمّ إخراجها في ذات اليوم واختطافها من مستشفى جيجل من طرف مجهول المسماة (مريش فيروز) في السابع من شهر ديسمبر 1962، أي بعد 6 أشهر من استقلال الجزائر، وبعد 17 شهرا من رحيله عن الجزائر ومغادرته لمستشفى جيجل في شهر جويلية 1961، وهو ما كنا قد تطرقنا إليه في عددنا الصادر بتاريخ الثلاثين مارس 2008، غير أن ابن (الشهيد الحي) ومنذ الكشف عن قضية والده وشقيقته، تعرّض إلى مضايقات عديدة أهمها إخراجه من المحل التجاري الذي رممه بأزيد من 300 مليون سنتيم، وهو المحل الذي استأجره من ورثة (م. س). * وفي هذا الإطار، كشف عن أسرار جديدة حول هؤلاء الورثة وعلاقته بهم، حيث قال في تصريحات مكتوبة وموقعة بأن (م. ب) ابن خالته والمدعوة (م. ر) أخته من والدته التي تزوجت من المدعو (م. س) بالاعتماد على شهادة الاستشهاد (المزعوم) لزوجها في الثورة التحريرية، والذي تمّ العثور عليه حيا بعدها بولاية الشلف.. ابن الشهيد الحي، كشف أيضا بأن خاله (ب. ح) عمل المستحيل من أجل الإبقاء على والدي ميتا، ربما حفاظا على منحة الشهيد التي تتقاضاها أخته التي هي والدتي، وهو ما جعلني أقدم به شكوى رسمية إلى السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة جيجل بتاريخ 2 نوفمبر 2007. بعد أن وصل به الأمر إلى حدّ تهديدي والاتصال بإذاعة جيجل الجهوية في التاسع والعشرين أكتوبر 2007، مصرّحا بأن شقيقته (فيروز) توفيت رغم أن كل الوثائق الرسمية تشير إلى وجودها على قيد الحياة. ابن "الشهيد الحي"، حمّل مسؤولية الدوامة التي يعيش فيها، إلى وزارة المجاهدين التي رفضت تجميد منحة الشهيد التي تصرف لوالده بعد أن قدم لها كل الأدلة على وجود والده حيّا يرزق، فيما طلب من جميع الهيئات القضائية بولاية جيجل، ووزارة العدل فتح تحقيق شامل في قضية إخراجه من المحل التجاري، وقضية والده وقضية اختطاف شقيقته.