عبّر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف عن ارتياحه للخطوات التي يسير بها المخطط الوطني لمكافحة السرطان، حيث قال"الجزائر، وأكثر من أي وقت مضى، تسير قطعا على طريق التغلب على السرطان وطي صفحة اليأس". واعتبر بوضياف، اليوم الخميس بمناسبة إشرافه على افتتاح الصالون الوطني لمكافحة السرطان الذي نظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة السرطان، أن الوقت مبكر جدا للحكم على نجاح أو فشل برنامج مكافحة السرطان الذي تمت المصادقة عليه في ماي الماضي وهو بذلك لم يكمل عامه الأول. وأبدى بوضياف تفاؤلة ورضاه عن سير البرنامج إلى غاية الآن، حيث حقق 40 بالمائة مما تضمنه البرنامج الإجمالي كما تم أيضا الشروع في 38 نشاطا من أصل 60 نشاطا شملتهم المحاور الإستراتيجية للمخطط، من بينها تشجيع الاستثمار في مجال الأدوية الموجه لعلاج السرطان وتطوير العلاج و الاستشفاء المنزلي وتوفير العلاج الكيميائي بكل الولايات وتوسيع التعاون مع الجمعيات لتوسيع التوعية وتحسين التكفل بالمريض . الوتيرة الجيدة التي يسير عليها البرنامج يقول عبد المالك بوضياف تبعث على التفاؤل وعلى إمكانية التطبيق التام والكامل للمخطط قبل آجاله الرسمية المحددة في العام 2019، إذا ما توفرت الإرادة والعمل. واستعرض بوضياف خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أمام عدد من الوزراء والمختصين والسياسيين والإعلاميين الواقع المرير والوضعية الكارثية التي كان يتجرعها مرضى السرطان في بلادنا، حيث أبرزت عملية التشخيص التي أجريت في 2013 نقائص رهيبة أهمها الضغط الكبير على مصالح العلاج بالأشعة مع مواعيد تفوق في الغالب 18 شهرا، ونقص مراكز العلاج وعدم تجهيزها بالمعدات الكافية وكثير من النقائص الأخرى. وحاول وزير الصحة، عقب ذلك، إحالة الحضور إلى الصورة الجيدة التي بات عليها قطاعه في الوقت الحالي، حيث عدد الانجازات والتجهيزات التي ارتفعت حسب الأرقام التي دلّل بها تصريحاته.. ومن ذلك ماتحقق إلى غاية الآن في مجال تقليص المواعيد الخاصة بالعلاج بالاشعة التي لم تعد تتجاوز الشهر في كل الأورام الأخرى ماعدا في مجال سرطان الثدي الذي لازالت مواعيده تتراوح بين شهر و7 أشهر، بعد أن كانت لا تقل عن 18 شهرا. بالإضافة إلى توسيع مصالح العلاج وتقريبها من المواطن، حيث تم فتح 32 مصلحة و48 وحدة تضم 1913 سرير وتغطي 48 ولاية، تم تعزيزها بالقدرات الطبية وشبه الطبية، وهو ما سمح برفع التأطير إلى مستوى ساعد على السير الحسن لهذه المصالح، ناهيك عن الشروع في تجسيد برنامج متعدد النشاطات في إطار اللجوء إلى الصندوق الخاص بمكافحة السرطان وبعث برنامج تكويني لفائدة الأطباء العامين الذين يعدون الحلقة "الأساسية" في العلاج. ودعا بوضياف إلى ضرورة الاستفادة والاستغلال الأمثل للموارد المالية المسخرة والهادفة إلى حفظ كرامة المريض الجزائري. واعتبر المسؤول الأول عن الصحة في بلادنا، اليوم العالمي لمكافحة السرطان فرصة للتفكير حول الإجراءات التي يمكن لكل مواطن أو متدخل القيام بها ومهما كان قراره، مؤكدا أن شعار الاحتفال لهذا العام وهو "نستطيع، أستطيع التغلب على السرطان" من الممكن جدا تجسيده على أرض الواقع. وتطرق بوضياف إلى العوامل المؤدية إلى الإصابة بالمرض أهمها التدخين وتعاطي الكحول وإتباع نظام غذائي غير صحي وكذا الالتهابات المزمنة الناجمة عن بعض الفيروسات. مؤكدا أنه بإمكان الجزائر تفادي 30 بالمائة من حالات السرطان بتغيير أو تفادي أهم عوامل الخطر عبر تدخلات صحية غير مكلفة تجرى على كافة السكان بتطبيق استراتيجيات تقوم على قواعد واقعية للوقاية والكشف المبكر والتكفل بالمرضى.