أُسدِل السّتار يوم الأحدعلى الأيام المغاربية للخط العربي التي تزامنت مع اليوم الوطني للشهيد والتي كان لمديرية الثقافة بالوادي شرف تنظيمها، حيث شدّ الرّحال إليها زمرةٌ من الخطاطين من مختلف دول المغرب العربي ومصر الشقيقة التي شَرَّفَها بالحضور البارز الأستاذ الخطّاط محمد جمعة سعد العربي وكذا مجموعة كبيرة من الخطاطين وطلبة الخط من مختلف ولايات الوطن فنانين تشكيليين. أربعة أيام استمتع فيها المشاركون بباقة منوَّعة من النشاطات اليوميّة والليليّة، من معرض لأعمال المشاركين ومحاضرات حول الخط وتاريخه العريق نشّطها أساتذة مختصّون إلى ورشات للتدريب وتبادل الخبرات بين ممثلي الدول المختلف وكذل تصميم جداريات فنية مخلِّدة للتظاهرة وعرض لفيلم وثائقي حول رحلة الخط العربي في تركيا وكذا جولة استكشافية في عمق الصحراء وسهرة تحت خيمة الشاي السوفي المعبّق بتوابل البساطة والتواضع وكرم الضيافة. وقد تميزت ليالي هذه التظاهرة بنشاطات ليلية راح خلالها المشاركون ينتظمون في مجموعات مُحوِّلين بَهْو فندق "اللوس" إلى ورشات ليلية للتدريب والنقاشات المستفيضة حول خصوصيات مختلف مدارس الخط العربي ومميّزات كل واحدة منها ومجالات تلاقُحها عبر التاريخ، ما مكّن المشاركين من إماطة اللثام ونفض الغبار عن كنوز الخط العربي الجمالية المُبهرة الرائعة بكل أنواعه حيث راح الخطاطون يتجولون بين ثنايا الثّلث وجليِّه والتواءات الديواني وجديّة النّسخ ورشاقة الرّقعة وروائع الفارسي. كما كانت التظاهرة أيضا مناسبة لضيوف سوف لاكتشاف روعة المدينة وأصالة سكّانها وروحهم الفنية متمثّلة استثناءً في حرفيّي الزخرفة بالجبس بڤمار حيث يمكن لإدخال الخط العربي عليها أن يُشكِّل إضافة قوية قد تزيد هذه الحرفة قيمة فنية وحتى تجارية وهذا ما تميّز به ضيف التظاهرة الأبرز الخطاط محمد جمعة سعد العربي حيث حمل معه من مصر الشقيقة تقنية جديدة في الكتابة بالجبس مخلّدا حضوره بكتابة بعض الجداريّات الرائعة في دار الثقافة التي لفتت انتباه الحضور بتقنيتها الجديدة ممّا حذا بالبعض للتفكير في استضافته مرّةً ثانية للإشراف على دورة تكوينية لمجموعة من الخطاطين قد تكون لمدينة الوادي شرف تبنيها وتعليمها للراغبين من مختلف القطر الجزائري. كنسخة أولى مكّنت هذه التظاهرة الخطاطين من الالتقاء إذ قليلة هي المناسبات الدولية التي تجمع شمل الخطاطين الجزائريين بنظرائهم الأجانب وكان لها أيضا عاملا محفّزاً ومرغِّباً في تعلّم الخط العربي لشباب المدينة وحتى أطفالها. افترق جمع الخطاطين وأملهم الأساس أن يتوّج نجاح هذه النّسخة الأولى المُدهش - رغم محدوديّة الإمكانيات المسخّرة - بطبعات لاحقة في السّنوات القادمة لتنظيم أيّام الخط العربي في العام القادم ببعد يتجاوز المغرب العربي إلى العربي والدّولي . فتَحيّة تقدير لكل إطارات مديرية الثقافة الذين رافقوا التظاهرة منذ البداية بالرعاية والاهتمام وأضافوا إلى المشهد الثقافي بهذا النشاط لمسة جادّة من الفن العريق عراقة البلد وأهله وتاريخه.