يسجل، مؤخرا، ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بالحمى المالطية "بريسيلوز" بولاية غرداية، حسب بيان من مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات للولاية، تحصلت "الشروق" على نسخة منه، مفاده تسجيل 119 حالة لداء الحمى المالطية جرّاء استهلاك الجبن التقليدي "كمارية"، و55 حالة استهلكت حليب ماعز طازج، و13 حالة استهلكت حليب الأبقار، و18 حالة لم تحدد عوامل إصابتهم. وتعود أسباب انتشار الحمى المالطية وهو المرض الذي ينتقل عن طريق التعامل المباشر مع المواشي إلى استهلاك الحليب غير المعقم أو المواد المشتقة من الحليب الطازج، على غرار "الكمارية" الجبن التقليدي المحلي الذي يستهلك بكثرة بعاصمة مزاب غرداية والمدن المجاورة، ويعدّ ذات الجبن من الحليب غير المبستر أو "المغلى"، فضلا عن عدم احترام وتجاهل قواعد النظافة والصحة ورفض بعض المربين تلقيح مواشيهم بدعوى أن اللقاح يتسبب في إجهاض المواشي الحوامل، واستعمال عديد المربين مخصبا ذكريا حامل للبكتيريا، فضلا عن بيع الحليب غير المعقم للأبقار والماعز والناقة، في حالته الطبيعية بزجاجات مستعملة مخصصة للمياه المعدنية وانعدام المراقبة، ما يستوجب الردع ضد تجارة بيع الحليب الطازج غير المرخص، ليبلغ عدد الحالات المسجلة خلال الشهرين الأولين من السنة الجارية 205 حالة مقابل 427 حالة خلال 2015. ويعد سهل ميزاب الذي يضم بلديات: بونورة، العطف، غرداية وضاية بن ضحوة أكثر المناطق انتشارا لهذا المرض، بعدد 135 حالة منذ مطلع سنة، 2016 متبوعة ببريان ب50 حالة ومتليلي ب9 والقرارة ب4 . ومن جهتها، أكدت مصالح البيطرة ل"الشروق" تسجيل 36 حالة للحمى المالطية لدى الأبقار ب7 بؤر عبر الولاية منذ مطلع السنة الجارية، وإجراء عملية التشخيص على المواشي من "ماعز وأبقار وأغنام وإبل" من أجل الشروع في الذبح الصحي للمواشي الموبوءة، وهذا لوضع حد لانتشار ذات المرض الحيواني المعدي، وقد رصدت ذات المصالح الطبية خلال السنة الفارطة 87 حالة للحمى المالطية لدى الأبقار عبر 33 بؤرة و110 حالة لدى الماعز عبر 6 بؤر. ويرى مختصون في الصحة أن الحليب الطازج ومشتقاته، التي تباع من دون وسم لها تثير شكوكا حول مصدرها ومدى نظافتها صحيا، داعين المستهلكين إلى تجنبها، ذلك أنها غير مراقبة كما هو الشأن بالنسبة إلى الحيوان الذي أنتجها وتتسبب في انتقال كل أمراضها، فضلا عن التي لها علاقة بالنظافة أثناء الجمع والحفظ والنقل.