ارتفعت نسبة امتلاء سد تيشي حاف ببلدية بوحمزة في بجاية إلى 80 من المائة، وهذا بعد الكميات المعتبرة من الأمطار والثلوج التي تساقطت بالولاية، حيث بلغت كميتها- حسب الجهات الوصية، 113 ملم خلال شهر فيفري منها 73 ملم في يوم واحد وذلك خلال التقلبات الجوية الأخيرة. مع العلم أن حجم المياه الموجودة بهذه المنشأة حاليا، وصل إلى 65 مليون متر مكعب، حيث بلغت كميات المياه التي تصل إلى السد 300 ألف لتر مكعب يوميا وفي المقابل يخرج منه نحو 110 ألف لتر مكعب يوميا لتزويد السكان بها، فيما لا يزال مخزون السد مرشحا للارتفاع في ظل استمرار ذوبان الثلوج المتراكمة على المرتفعات المحيطة بالسد. كما أن الولاية معروفة بتساقط الأمطار بها خلال شهري مارس وأفريل وحتى خلال شهر ماي، لكن ومقابل كل هذه المعطيات فإن الولاية تعاني- حسب أحد مسؤولي القطاع، من مشكل ضياع قرابة 50 من المائة من هذه المياه. فعلى سبيل المثال فقد سجلت المصالح المعنية، خلال السنة الفارطة ضخ نحو 58 مليون لتر مكعب من المياه، فيما تم فوترة سوى 29 مليون لتر مكعب من هذه المياه والسبب راجع- حسب المصدر، إلى وضعية شبكة توزيع المياه المهترئة، من جهة ما يتسبب في تسرّبات عديدة وكذا مشكل الربط العشوائي وغير القانوني لبعض المواطنين، وللقضاء على هذا المشكل فقد انطلقت الجهات المسؤولة في عملية واسعة وضخمة من أجل إعادة تأهيل شبكة توزيع المياه عبر عديد بلديات الولاية، كما هو الشأن بالنسبة لعاصمة الولاية، التي انطلقت بها الأشغال منذ الصائفة الفارطة بكل من حي إحدادن وسيدي أحمد بهدف تجديد ما يقارب 48 ألف و400 متر من هذه الشبكة في مدة أقصاها 30 شهرا، كما لا تزال العملية متواصلة في عديد بلديات الولاية، على غرار أقبو والقصر وواد غير وكذا بخراطة وتيشي وصدوق وسيدي عيش وتالة حمزة وهو نفس الشيء ببلدية أدكار وأمالو، مع الإشارة إلى أن الأشغال قد انتهت في مشروع بلدية أوقاس. وبالنظر إلى التكلفة المرتفعة التي تتطلبها عملية استغلال مياه سد تيشي حاف، فإن المصالح المعنية ستكون مجبرة لإعادة تأهيل جل الشبكات التي يزودها أو سيزوّدها هذا السد بالمياه الصالحة للشرب، وهي العملية التي ستسمح أيضا بالقضاء على عديد حالات الربط العشوائي لبعض المواطنين، أما فلاحو الولاية فإنهم سيجبرون- حسب معلوماتنا، للانتظار إلى غاية الانتهاء من المشروع المشترك الذي سيربط سد تيشي حاف بسد البويرة من أجل سقي أزيد من 9 آلاف هكتار من الأراضي الفلاحية، وهو المشروع الذي انطلق رغم العراقيل والمعارضات التي اصطدم بها، فيما لا يزال مشروع محطة تصفية مياه البحر المبرمج لفائدة الولاية ينتظر دوره للتجسيد.