"تشجعوننا على السياحة، وتنصحوننا بالتجول في بلادنا لاكتشاف جمالها وطبيعتها الخلابة، ولكنكم تجاهلتم عامل توفير الأمن الذي يعتبر من الضروريات القصوى التي تضمن سلامة المواطن والسائح، وتدفعه إلى التفكير ألف مرة قبل أن يقرر القيام بجولة سياحية أو التنزه في أحد الأماكن سواء بمفرده أو برفقة أفراد عائلته"، عبارات أطلقها أحد زائري حظيرة تيكجدة الذي قصد المكان خلال هذا الأسبوع، حيث تأسف وندم في نفس الوقت لإخراج عائلته في هذه النزهة التي كادت تودي بحياة ابنته "لتيسيا.ب" ذات ست سنوات وابن أخيه "ندير.ب" اللذين تعرضا لهجوم من طرف كلب من فصيلة "رود فايلر"، وهذا أثناء تواجدهم في حظيرة تيكجدة، حيث كان الطفلان يلعبان بالثلج رفقة أطفال آخرين ليتفاجأ بالكلب الذي هجم أولا على الطفلة مسببا لها عدة جروح على مستوى الرأس، ثم بعدها على الطفل "ندير" حيث عضه على مستوى الورك، ما استدعى تدخل عديد الأشخاص وعناصر الدرك الذين كانوا بزي مدني من أجل إنقاذ الطفلين اللذين تم إسعافهما ونقلهما مباشرة إلى أحد مستشفيات البويرة. هذه الحادثة التي صرح بشأنها الأب أنها كانت بسبب ترك أحد الأشخاص لكلابه الأربعة من فصيلة "الرود فايلر" تسرح في المكان دون أن يقوم بربطها، الأمر الذي استغله أحد هذه الكلاب الذي توجه مباشرة إلى الطفلين اللذين انشغلا باللعب بكريات الثلج، وقام بالتهجم عليهما، مضيفا أنه عند وصوله إلى المكان رفقة عائلته لم ينتبه إلى وجود الكلاب، كما أن وجود عديد العائلات، والأخبار التي وصلته عن توفر الأمن وأن الحظيرة محمية شجعته كثيرا على الذهاب إلى الحظيرة، ولكن بعد هذه الحادثة التي كادت أن تودي بحياة الطفلين لولا تدخلهم في الوقت المناسب جعلته يغير رأيه حول واقع السياحة في بلادنا والذي ما يزال يعاني ويفتقر لأبسط الشروط، لهذا أفضل أن أسافر إلى الخارج للسياحة على أن أفقد أحد أفراد عائلتي، مضيفا أن ابنته أصبحت تعاني نفسيا لدرجة أنها أضحت تكره رؤية الثلوج لأنها تذكرها بما عاشته، زيادة عن الحالة النفسية التي يتواجد فيها كل أفراد عائلته الذين أصبحوا يتذكرون ما حدث بألم كبير متخيلين عديد السيناريوهات لو لم يصلوا في الوقت المناسب وتدخل عناصر الدرك لاحتواء الوضع وإنقاذ الطفلين من موت محقق. العائلات التي تواجدت في حظيرة تيكجدة يوم الحادثة تأسفت كثيرا لانعدام الأمن الذي أصبح هاجسا يؤرق حياتهم ويدفعهم للتفكير ألف مرة قبل الخروج للتنزه، مضيفين أنهم أصبحوا ينصحون الآخرين بعدم التوجه إلى هذه الأماكن خوفا على سلامتهم، داعين المسؤولين لاتخاذ الإجراءات العاجلة لتوفير الأمن.