المحكمة ألزمت المتّهمين بدفع 100 مليون سنتيم لوالدة الطفل كتعويض قضت، أمس، محكمة الحراش، بتسليط عقوبة عامين حبسا نافذ مع 50 ألف دج غرامة مالية، ضد حارسين بالملعب البلدي «علي عمران 2»، يدعيان «ل.ت» موقوف و«د.ط»، المسؤولان عن كلب من نوع «رود فايلر» الذي تسبب في جريمة بشعة اهتزّ لها سكان برج الكيفان بتاريخ 16 جانفي الفارط، على خلفية تهجّم الكلب على طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات يدعى «ز.رائد» باقتلاع حنجرته وعض والدته، مع إلزام المتهمين بدفع مبلغ 100 مليون سنتيم للضحية تحت ضمان المسؤول المدني شركة «IRS دريش للمقاولة» صاحبة مشروع إنجاز الملعب. ملابسات القضية تعود لتاريخ 16 جانفي 2015، حين افترس كلب مملوك لأحد الحراس المكلفين بحراسة ورشة لمشروع طفلا صغيرا يبلغ من العمر 10 سنوات يدعى»ز.رائد»، القاطن بالحي القصديري الباخرة المحطمة شرق العاصمة، مقتلعا حنجرته، مما تسبب في وفاته، وعضّ والدة الضحية من رجلها بعدما تدخّلت لفك ابنها من أنياب الكلب المفترس، مسببا لها عجزا لمدة 21 يوما، تم بعدها تحريك الدعوى المدنية والتحقيق في القضية بمتابعة الحارسين والشركة الوصية عليهما. حيث أكد صاحب الكلب «رود فايلر» خلال محاكمته أنه اتفق رفقة زميله «ل.ت» بأخذ مكانه في العمل وغادر المكان، مؤكدا أنه ترك الكلب تحت مسؤولية زميله، غير أن الرئيسة واجهته ببشاعة الحادثة وأنه آخر مرّة حقن فيها كلبه كان قبل سنة من دون تجديدها. في حين فنّد المتّهم «ل.ت» أن يكون يوم الوقائع قد أخذ مكان المتهم الثاني زميله المستفيد من إجراءات الاستدعاء المباشر، متراجعا عن أقواله أمام الضبطية القضائية والتي جاء فيها أنه باشر عمله يوم الوقائع على الساعة الثامنة صباحا، بعدما أخذ مكان زميله الذي تنقل إلى بجاية، وأنه فعلا غادر الورشة حوالي الساعة الثالثة تاركا 3 كلاب وهم اثنان منهم من نوع «بارجي»، وآخر من نوع «رود فايلر»، الذي يخصّ زميله، والذي تسبّب في مقتل الطفل «رائد». وقد حضرت الضحية والدة الطفل «رائد» «ز.فاطمة»، وهي في حالة نفسية منهارة بعد غيابها في الجلسة السابقة بسعي النيابة عن طريق الدرك الوطني، وسردت بدموع حارة ما ألمّ بها، مما أثّر في جميع الحضور بما فيهم هيئة المحكمة التي قدّمت تعازيها لها وأكد أن الكلاب لم تكن مربوطة، مما جعل أحدها يطارد ابنها «رائد» ويقتلع حنجرته لتنهار باكية. وقد اعتبرت دفاعها أن ما ألم بموكلتها وابنها الذي لقي حفته بعد تهجّم كلب عليه أمرا خطيرا تسبّب فيه الحارسان لإهمالهما واستهتارهما بعدما تبين أن الكلب كان جائعا لعدم إطعامه ليومين.