كشفت مشاركة الرئاسة الفرنسية في الاحتفالات المخلدة لعيد النصر "وقف إطلاق النار" المصادفة ل 19 مارس من كل سنة، عن حقد دفين واستمرار تغلغل فكرة الجزائر الفرنسية في أوساط اليمين الفرنسي، سواء المتطرف أم الموصوف بالمعتدل، حيث تدفقت حمم الكراهية ضد الجزائر، خصوصا من طرف حزب الجبهة الوطنية وزعيمته مارين لوبان. غردت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف، مارين لوبان، على شبكة التواصل الاجتماعي بتغريديتين تنمان عن حقد كبير تجاه الجزائر واستمرار سطوة عقدة الجزائر الفرنسية والحنين إليها، حيث قالت لوبان في التغريدة الأولى إن الجزائروفرنسا "تطلقا والظاهر أن فرنسا هي التي تولت مسؤولية رعاية الأولاد"، في إشارة منها إلى مشاركة الرئاسة الفرنسية في الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد النصر "وقف إطلاق النار ". ولاقت التغريدة رواجا منقطع النظير في صفوف اليمين الفرنسي، الذين هللوا ورحبوا بالتغريدة التي أحيت روح الجزائر الفرنسية لديهم. وأطلقوا العنان لتعليقات حاقدة ناقمة على الجزائر واستقلالها، حيث تذكروا قتلى الطرف الفرنسي وقدموهم وكأنهم أبرياء تم الاعتداء عليهم في الجزائر. وواصلت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية هجومها على الاحتفالات المخلدة لعيد النصر، حيث نشرت تغريدة أخرى عبارة عن بيان نشر لاحقا على موقع الحرب الرسمي على شبكة الإنترنت، جاء فيه انتقاد حاد لفرانسوا هولاند وحسرة وتأسف على الحركى والأقدام السوداء الذين غادروا الجزائر. وقالت لوبان، في ذات البيان، إن هولاند بمشاركته في الاحتفالات المخلدة ل19 مارس 1962 ينتهك ذاكرة قدماء المحاربين والحركى والمرحلين والذين ماتوا من أجل فرنسا في ما سمته النزاع الجزائري. واعتبرت أن تكريم هذا التاريخ هو أيضا احتقار لمئات الآلاف من مواطنينا الحركى والمرحلين الذين عاشوا ويعيشون بذكريات مأساوية. بدوره، غرد الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، المعروف بمواقفه العدائية تجاه الجزائر، تغريدة قال فيها: إذا اخترنا 19 مارس لتخليد الثورة الجزائرية فإننا قمنا بتقسيم فرنسا، وهذا بعد أن كان قد وجه سابقا انتقادات إلى هولاند بسبب ذكرى 19 مارس، معتبرا أن فرنسيين من حركى ومقيمين وجنود قتلوا بعد وقف إطلاق النار.