لا يزال اليمين الفرنسي يلوك الخطاب نفسه المعتاد، كلما حلّت ذكرى وقف إطلاق النار الموافق ليوم 19 مارس 1962، خاصة بعدما اعتمده المجلس الدستوري الفرنسي في ديسمبر من العام الماضي، كتاريخ “لتذكر قتلى حرب الجزائر". ونددت مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية، باحتفالات 19 مارس، بسبب زعمها أن تاريخ 19 مارس يغفل ذكرى آلاف القتلى الذين أعدمتهم جبهة التحرير الوطني بعد هذا التاريخ وغداة الاستقلال، وهو نفس الخطاب الذي تردده الكثير من اللوبيات الفرنسية المرتبطة بالأقدام السوداء والحركى. ودافعت لوبان بشدة عن “الحركى" و«الأقدام السوداء" الذين وصفتهم ب “ضحايا جبهة التحرير الوطني"، معتبرة أنّه من الظلم الكبير الاحتفال بهذا اليوم الذي يمثل بالنسبة لها “بداية المجزرة ومعاناة الحركى". وبالكلمات نفسها، عبّر كريستيان استروزي، أحد وزراء ورجالات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، عن استنكاره لهذا اليوم الذي وصفه ب “يوم الإهانة الوطنية"، متسائلا “كيف يعقل الاحتفال بيوم الهزيمة والإهانة؟"، وقال الوزير الفرنسي السابق الذي يبدي معارضة تامة لكل ما هو جزائري ودائما ما يردد في خطاباته “تحيا الجزائر الفرنسية"، “إنها مسألة قناعات شخصية، بالنسبة لي فإن اختيار يوم 19 مارس هو إنكار للحقيقة حول تاريخ فرنسا"، ولم ينس استروزي، الذي يشغل حاليا منصب رئيس بلدية نيس، ونائب بالبرلمان الفرنسي عن حزب التجمع من أجل حركة شعبية، استرضاء جموع “الحركى" و«قدامى المحاربين" و«الأقدام السوداء" الذين أكّد لهم منعه لجميع الاحتفالات على مستوى بلدية نيس، حيث قال “لن تكون هنالك أية احتفالية بمدينة نيس يوم 19 مارس"، خاصة أنّ مدينة “نيس" الفرنسية تعتبر من أكبر معاقل الحركى والأقدام السوداء في فرنسا. كما خرج عشرات من أعضاء اليمين المتطرف في مظاهرة ضد الاحتفال بيوم 19 مارس، رافعين شعارات “لا ليوم 19 مارس"، منددين باعتماد هذا اليوم كتاريخ لتذكر قتلى حرب الجزائر،