وصل في الساعة الأولى من يوم السبت اتحاد عنابة إلى حلب تحسبا لمواجهة الدور 32 لدوري أبطال العرب، بعد رحلة مارطونية استهلها من الجزائر العاصمة إلى اسطنبول التركية في الرحلة الجوية التي كانت مقررة يوم الجمعة بداية من الواحدة وعشرين دقيقة، لكن الطائرة لم تتحرك سوى على الثالثة إلا ربع، أي بتأخر قارب الساعتين. وبعد المكوث لمدة أربع ساعات في مطار العاصمة التركية. * استقل الفريق بداية من العاشرة ليلا الطائرة المتوجهة إلى حلب التي حط بها في حدود منتصف الليل، ومع الاستقبال الكبير الذي خصه الاتحاد المحلي للعنانبة لم يدخل الفريق إلى الفندق سوى في حدود الواحدة والنصف صباحا. * * ديبيرو لم يعد يلقى الإجماع * * ولعل أهم شيء يلفت الانتباه في هذه الرحلة، هو أن المدرب ديبيرو لم يعد يلقى الإجماع في عنابة، خاصة بعد تردي نتائج الفريق الذي لم يحصل سوى على نقطة يتيمة من آخر مواجهتين لعبهما، وكل أصابع الاتهام تم توجيهها للمدرب ديبيرو الذي تصرف بغرابة في مباراة الشلف بملعب 19 ماي عندما لعب بخمسة مدافعين، 3 منهم في المحور، وأكثر من ذلك 3 لاعبين من الوسط الدفاعي، رغم أن المباراة تلعب بعنابة، مما كلف الفريق خسارة نقطتين سيندم عليهما لا محالة لاحقا، وخلال مواجهة الخميس الماضي ببولوغين كان الفريق العنابي يسير المباراة دون أدنى خطورة من العميد، قبل أن يقوم ديبيرو بتغييرات لم يفهمها أحد، غيرت سير المباراة ومنحت الفوز للمولودية. * * تهديده بعدم اقحام بوشريط ورطه * * إذا كانت الأخطاء المذكورة قد قزّمت ديبيرو في عين العنانبة، فإن تصرفاته خارج الميدان خاصة مع اللاعبين عقدت من مأموريته أكثر فأكثر؛ فتبريره لعدم اقحام بوعصيدة كان بسبب ما أسماه بزيادة وزن اللاعب، وهو ما جعل الادارة تطالبه بوضع برنامج خاص للاعب المذكور حتى يتخلص من مشكلة الوزن الزائد. وإلى هنا كانت الأمور عادية، غير أن تبريره لاستبداله لبوشريط ورطه أكثر، لكونه صرح بأنه غير بوشريط لكونه كان يكسر اللعب ويسقط كثيرا فوق الميدان دون أدنى سبب. وجاء رد اللاعب أنه تعمد ذلك حتى يضيع الوقت ويقضى على حرارة لاعبي العميد، خاصة وأنه يعرف الملعب جيدا. وكان بوشريط قد غضب من استبداله كثيرا، مما جعل ديبيرو يؤكد له أنه لن يلعب مباراة الاتحاد السوري، وهو ما كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر المدرب البلجيكي وأثارت سخط الرئيس منادي الذي أعرب للجميع عن نفاذ صبره تجاهه. * * نحو منحه آخر فرصة في حلب * * سخط منادي على المدرب البلجيكي جعله يقر ويعترف لنا بأن مواجهة الاتحاد السوري في دوري أبطال العرب المقررة بعد غد الثلاثاء ستكون آخر فرصة لديبيرو الذي كما قال، إما أن يعتدل وإما أن يعتزل، وأخطاؤه الجسيمة لم تعد تحتمل لكونه أظهر حتى عدم معرفته لمناصب اللاعبين الذين هم أيضا يشتكون منه، حسب ما يقول رئيس الاتحاد العنابي. * * عنابة ستتدرب 3 حصص في الحمدانية * * تدرب رفقاء ربيح عشية أمس في ملعب الحمدانية، ونظرا لمشقة رحلة الذهاب، فقد اقتصر الأمر على حصة استرخائية خفيفة جرت في آخر النهار تحت الأضواء الكاشفة، أما حصة اليوم فستكون صباح اليوم بداية من العاشرة والنصف صباحا (الثامنة والنصف بالتوقيت الجزائري)، بينما حصة الغد فستكون في توقيت المباراة أي السادسة بالتوقيت المحلي السوري والرابعة بالتوقيت الجزائري. * * حفاوة الاستقبال أنست التعب * * نال التعب من جميع أعضاء وفد الاتحاد العنابي في الرحلة الوصول إلى حلب، إلى درجة أن الجميع في الطائرة الثانية من اسطنبول إلى حلب كان يتابع مسيرة الطائرة عبر الشاشة التي تبين كم قطعت الطائرة من كيلومترات وكم بقي لها للوصول إلى العاصمة الاقتصادية السورية، لكن كل التعب زال فور نزول العنانبة، حيث وجدوا في استقبالهم ممثلي ادارة الاتحاد السوري الذين خصوهم باستقبال حار ومميز. * * السوريون استقبلوا الفريق بالورود * * ووجد كل عضو من الوفد العنابي وردة في انتظاره فور نزوله من الطائرة، ثم فتحت أبواب المطار على مصراعيها لأعضاء الفريق. وقد بذل مسؤولو الاتحاد السوري مجهودات كبيرة لضمان استقبال رائع يدعم أواصر المحبة والأخوة بين الشعبين. * * تسهيلات كبيرة في المطار * * وقد وصل الأمر بمرور كل أعضاء الوفد مباشرة لقاعة الرسميين؛ فحتى إجراءات الدخول للأراضي السورية تكفل بها أعضاء ادارة الاتحاد الذين لم يترددوا حتى في التكفل بكتابة الاستمارات الخاصة بكل عضو، مع تخصيص حافلة من النوع الفخم والضخم والعديد من السيارات لنقل الفريق إلى مقر إقامته بفندق شهباء الشام. * * منادي وعد باستقبال مماثل * * لم يقصر الإخوة السوريون في استقبالهم لعنابة، فأبهروا الجميع، وأولهم الرئيس منادي الذي تحدث مع مقربيه على ضرورة رد تحية الاستقبال بأحسن منها. وفي تفكير أولي، أكد على ضرورة استقبالهم بشكل مميز فور وصولهم لعنابة، كما أنه منح مسؤولي الاتحاد الحلبي حرية القدوم في الوقت الذي يريدونه، وأكثر من ذلك بالعدد الذي يريدونه، لاكتشاف عنابة الخلابة. * * إدارة حلب برمجت المباراة في الملعب الصغير * * تأكد وبصفة رسمية إجراء المباراة في ملعب الحمدانية الذي يسع ل 20 ألف متفرج وتفادي الملعب الدولي لحلب الذي يتسع ل 75 ألف متفرج، بحجة سوء أرضية الملعب الأخير. وكانت الشروق سباقة منذ أيام إلى نشر أخبار الاتحاد السوري، ومنها خبر رغبة مسؤولي الاتحاد المحلي في اجراء المباراة بالملعب الصغير، حيث يكون الضغط كبيرا، خاصة على الضيوف، عكس الملعب الكبير الذي قد يسمح لهم باللعب بكل راحة وحرية لبعد اللاعبين عن الجماهير. * * الملعب الدولي نذير شؤم عليه * * رغم أن الملعب الدولي الذي يعد أحد أهم الملاعب في القارة الآسيوية، حيث يحتل المرتبة الثامنة، إلا أن كل حلب تفضل عليه ملعب الحمدانية لكون فريقهم قد صنع تاريخه فيه، عكس الملعب الدولي الذي طاردهم فيه سوء الطالع بعد أن خسروا فيه منذ موسمين لقب البطولة في آخر جولة أمام نادي الكرامة، ومنذ ذلك الوقت أصبح نذير شؤم بالنسبة للحلبيين. * * ملعب الحمدانية ضيق الأرجاء ومنادي وصفه بالكوزينة * * يمكن تشبيه ملعب حلب الدولي، خاصة من ناحية السعة، بملعب 19 ماي، لكنه يتفوق على هذا الأخير لكونه مغطى كاملا، أما ملعب الحمدانية المتواجد بجواره في المنطقة الرياضية، فهو شبيه بملعب العقيد شابو، مما جعل الرئيس منادي يشبهه بالكوزينة لكونه ضيق الأرجاء. الاتحاد السوري فاز على تشرين لعب أول أمس الاتحاد السوري ثالث مواجهة له في الدوري المحلي، حيث استقبل نادي تشرين بملعب الحمدانية دائما، وتمكن من قلب خسارته بهدف لصفر اثر خطأ من الحارس محمود كركر إلى فوز بهدفين وقعهما وائل عيان والفنزويلي العائد غوميز الذي لن يشارك ضد عنابة لكونه غير مؤهل لدوري أبطال العرب، بعد أن قرر مغادرة الفريق قبل أن يعدل عن قراره مؤخرا، علما بأنه كان خلال الموسم الماضي ثاني أحسن هداف في الدوري السوري. * * لاعبو عنابة يرفضون لقاء اولمبياكوس ويتمنون نور ولميس * * بعد تأخر طائرة الخطوط الجوية التركية، لم يجد لاعبو اتحاد عنابة أي حل للقضاء على الملل سوى المزاح فيما بينهم، وأهم طرفة كانت تكهناتهم حول من سيصادفون في مطار اسطنبول التركية، والأقلية منهم من تمنت لقاء لاعبي أولمبياكوس اليوناني لكونهم لعبوا يوم الخميس ضمن كأس الاتحاد الأروربي ضد قلعة السرايا، لكن الأكثرية لم تتمن ملاقاة أعضاء الفريق اليوناني لكونه خال من النجوم المعروفين، واعتبروا أن ملاقاة بطلات المسلسلات التركية، وخاصة نور أو لميس، أهم بكثير من ملاقاة لاعبي أولمبياكوس، لكنهم اصطدموا بعدم ملاقاة أية شخصية معروفة، مما جعلهم يقضون الوقت في التقاط الصور التذكارية من اسطنبول. * * بودار مدمن على قراءة الشروق * * كشف لنا مايسترو اتحاد عنابة أنه أحد مدمني قراءة الشروق اليومي التي اكتسحت السوق الوطنية بفضل تغطياتها المتميزة لكل الأحداث، وأضاف بأنه قد "تعاقد" مع صاحب مكتبة الحي الذي يقطن فيه لكي يخبئ له نسخته بعد أن تعذر عليه الحصول عليها، نظرا لكثرة الطلبات على ما أسماها بيومية الجزائريين الأولى "الشروق اليومي". * * فاديغا قد يلعب في تركيا * * التقى الرئيس منادي في الطائرة التي استقلها الفريق العنابي من الجزائر العاصمة إلى اسطنبول بأحد مسيري نادي قلعة السرايا التركي، وطلب منه لاعبا افريقيا من العيار الثقيل، فاقترح عليه الايفواري فاديغا، فدوّن المسير التركي الذي هو رجل أعمال وله عدة مشاريع بالجزائر، اسم اللاعب فاديغا وطلب من منادي أن يجهز له بعض الأقراص المضغوطة لمباريات سابقة لعبها اللاعب المذكور، كما وعد بمعاينته ضد الاتحاد السوري، قبل أن تقدم له دعوة رسمية لدخول قلعة السرايا. وفي حوار جمع الرئيس مع لاعبه، أكد له أن اللعب في تركيا قد يكون جيدا، غير أنه لن يعود عليه بفوائد مالية كبيرة. * * عنابة تقدمت أمس بطلب تأجيل مواجهتها ضد النصرية * * تقدم أمس الغائب الأكبر عن رحلة حلب، رئيس الفرع كروم، بطلب رسمي من ادارة الفريق لتأجيل مواجهتها القادمة ضد نصر حسين داي المقررة منتصف الأسبوع القادم، وهذا لكون عنابة ستعود إلى أرض الوطن في الساعات الأولى ليوم السبت، ولن يكون أمامها متسع من الوقت حتى لالتقاط أنفاسها لتلعب يوم الاثنين ضد النصرية، وتتنقل بعدها يوم الجمعة إلى العلمة لمواجهة البابية، وهو ما وصفه الجميع بالبرنامج الانتحاري وغير العادل، خاصة بعد رفض تأجيل مواجهة العميد، رغم الرحلة الشاقة التي كانت بانتظار الفريق، وقد تزامن ما وصفه منادي بالتعنت مع تأجيل مواجهات لأندية أخرى لم تغادر الجزائر؟! * * ضحك ولعب وعبث... * * وكشفت الرحلة الطويلة التي قادت الفريق من الجزائر العاصمة إلى حلب عن ميل لاعبي اتحاد عنابة إلى التنكيت فيما بينهم، حيث يعد اللاعب عثماني أكثر اللاعبين ميلا للضحك وحتى "الطوايش"، فلم يسلم منه لا زملاؤه ولا حتى الأجانب الذين صادفهم في الطائرة، على اختلاف جنسياتهم، حيث جعل الكل غارقا في الضحك من تعليقاته الساخرة والفكاهية. لكن مزاح عثماني يتوقف عند اقلاع أو نزول الطائرة، حيث يتملكه حوف شديد. أما بقية زملائه، فمنهم من استسلم للنوم ومنهم من قضى الوقت مع حاسوبه المحمول والألعاب الإلكتروني، وقد كانت لعبة "من سيربح المليون؟" هي السائدة، وفيها توج المدافع سفيان حركات الذي تمكن من الاجابة على كل الأسئلة بنجاح، مما جعل الكل يتمنى أن يحول شطارته من الكمبيوتر إلى الملعب. * * فاديغا وأصعب الأوقات * * لم يخف الايفواري فاديغا عن افتقاده لمواطنه فيليب سوانغا الذي لم يستدع للتنقل إلى سوريا، مما جعله كما قال يقضي أوقاتا صعبة دون رفيق دربه وغربته. وما زاد من الصعوبة، حسب المعنى بالأمر، أن المهاجم فؤاد بوڤرة هو الآخر غير موجود، مما جعله يبقى منطويا، حيث اكتفى طوال الرحلة بسماع الأغاني والاستسلام للنوم. لكن بقية زملائه، وخاصة بودار، عملوا على اللعب معه وايقاظه كلما أغمض عينيه، وكان فاديغا يتقبل مزاحهم بالرد عليهم بالكلمات العربية القليلة التي حفظها حتى الآن. * * عنابة اصطحبت معها 3 بذلات * * اصطحب مسؤول العتاد لاتحاد عنابة المدعو سلامي نور الدين 3 بذلات تحسبا لمواجهة الاتحاد السوري الذي يشترك مع بونة في حمله للون الأحمر، مما جعل عنابة تختار بذلة حمراء والثانية بيضاء والثالثة "المحايدة" رمادية اللون.