أرقام مرعبة أضحت تسجل أسبوعيا في حوادث المرور بعاصمة وادي ريغ تقرت، بسبب الدراجات النارية الأسيوية، التي باتت تسوّق بمحلات المنطقة بكثرة ومحل اهتمام فئة المراهقين، رغم الأعداد الهائلة من الأرواح البشرية التي حصدتها هذه الوسيلة القاتلة. يقف المتتبع لتطورات هذا الملف بالمقاطعة الإدارية تقرت على التزايد المقلق للمؤشر، وسط عقم لكل مبادرات الإحاطة بالوضعية ومحدودية فعالية الأنشطة التحسيسية، الوقائية والردعية، ليصبح التعاطي مع الوضع من باب الممارسة العادية، حسب ما وقفت عليه "الشروق" في سياق تحقيق ميداني، أبان أن المتسببين في انتشار خطر الدراجات النارية فرضوا منطقهم بالمدينة، فيما اكتفى الفاعلون بالصمت ولعب دور المتفرج. "محمد، ك" الذي يقطن بحي باعلوش، من بين ضحايا حوادث سير الدراجات النارية يروي ل"الشروق" مأساته والدموع تنهمر من عينيه بسبب ما وقع له، بعد تعرضه لحادث دراجة نارية، وقضائه أوقات حرجة بين الحياة والموت بمستشفى باتنة، وهو يحتضر لمدة 03 أشهر كاملة في الفراش، حيث وقع ضحية حادث خطير أثناء قطعه للطريق، أين صدمته دراجة نارية من الوزن الثقيل كانت تسير بسرعة جنونية، دون أن ينتبه لها، أردته في غيبوبة طويلة بالمستشفى. وأجمعت مختلف الأوساط بالمجتمع المدني على أن غياب الثقافة المرورية أحد أهم الأسباب الرئيسية في تفاقم الظاهرة المذكورة، حيث ساهمت في تحوّل الدراجات النارية من وسيلة للنقل إلى آلة للقتل والانتحار، جرّاء الانتشار الواسع لاستخدامها من جهة دون حسيب ولا رقيب، خاصة الأولياء الذين يشجعون فلذات أكبادهم على اقتنائها دون النظر في عواقبها الوخيمة عادة، مما أسفر عن تفاقم الظاهرة وعديد الصور المريبة، على غرار المناورة الخطيرة، السرعة المفرطة، القيادة في حالة السكر، وعدم الأخذ بأدنى أسباب الحيطة والحذر، بما فيها تلك التي تحمي مستعملي الدراجات النارية، كالخوذة. ويبقى الدور التوعوي مسؤولية يتحملها الجميع اتجاه الشباب المراهق، انطلاقا من الوالدين، الجمعيات، المدرسة، لتوجيههم وإرشادهم باحترام قوانين المرور واستغلال الدراجة النارية كوسيلة نقل لا غير، فضلا عن دور الجهات الأمنية للقيام بدوريات وحملات مراقبة لردع هؤلاء المتهورين المتسببين في الحوادث المميتة.