يعيش سكان قرية كرفالة الواقعة على بعد 14 كلم غرب بلدية القادرية بالبويرة على وقع يوميات يطبعها الحرمان والشعور بالظلم جراء تجاهل المسؤولين المتعاقبين لمطالبهم المتكررة بتوفير أدنى ضروريات العيش الكريم من شبكات الماء الشروب والغاز والصرف الصحي وغيرها، ما جعلهم يهدّدون بمقاطعة الاستحقاقات التي لا يتذكرهم المسؤولون فيها إلا أياما معدودات. الزائر للقرية يكتشف من الوهلة الأولى حجم المعاناة والحرمان الذي يطبع يوميات سكانها جراء غياب متطلبات العيش بالرغم من أنها تعتبر أكبر تجمع سكاني بعد البلدية الأم، فحسب هؤلاء فإن القرية لم تستفد من مشاريع تعود عليهم بالنفع وتحد من عزلتهم المفروضة، فغياب شبكة للمياه الشروب بالرغم من مرور قنوات سد كدية أسردون بالقرب منها عمّق من معاناتهم في البحث عن قطرة الماء ما بين الينابيع البعيدة أو اللجوء إلى الصهاريج بغلاء أثمانها، أما في فصل الشتاء، فطبيعة المنطقة الباردة تزيدهم شعورا بالظلم والحرمان جراء فقدانهم لشبكة الغاز الطبيعي وما ينعكس ذلك على حياتهم اليومية، لتزيدهم حالة الطرقات الفرعية والمسالك المتدهورة عزلة أخرى، حيث لم تستفد من أي تهيئة وبقت الحفر والمطبات ديكورا يزينها في كل الأوقات، كما أن القرية حسب السكان لا تتوفر على شبكة الصرف الصحي، مما اضطر الكثير منهم إلى الربط بالشعاب أو اللجوء إلى الحفر الصحية وما يشكل ذلك من خطر على صحتهم العمومية وعلى البيئة، بالإضافة إلى حرمان ما يقارب 70 بيتا من الكهرباء منذ 5 سنوات ولم يكلف المسؤولون أنفسهم عناء التكفل بمطلب هؤلاء ووضع حد لمعاناتهم. أما الجانب الصحي والتعليمي بالقرية فينعدم تماما في ظل انعدام قاعة علاج توفر أدنى الخدمات الصحية، وكذا عدم استفادتها من متوسطة أو ثانوية ما عدا ابتدائية واحدة دون الحديث عن مساحات الترفيه والشغل التي تنعدم بها تماما، حيث تطبع كل هذه النقائص التي يعتبرها السكان من الشروط الأولى للعيش واقعا مريرا زاد من مرارته غياب السلطات حسبهم وتكرار وعودهم التي وصفوها بالكاذبة، وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج وعزم العقد على مقاطعة الاستحقاقات الانتخابية القادمة ما لم يستجب المسؤولون لانشغالاتهم التي أرقت يومياتهم وجعلتهم يتجرعون مرارة واقعهم الاجتماعي والمعيشي المزري.