جامعة الجزائر كان انعقاد المنتدى الدولي للموارد البشرية، الأول من نوعه بالجزائر، فرصة للكشف عن أدمغة جزائرية نابغة في تسيير الموارد البشرية شاركت في المنتدى واستعرضت خبراتها في المجال وإن كانت هذه التجارب قد اكتسبوها في دول أجنبية على غرار فرنسا وكندا والولاياتالمتحدةالأمريكية، باعتبار أن الجزائر لاتزال »تتجاهل الرأسمال البشري". * وأعربت السيدة سعاد العرباوي، منظمة المنتدى، الذي اختتم أول أمس بفندق الماركير بعد يومين من المناقشات والمحاضرات بمشاركة حوالي 200 خبير ومدير الموارد البشرية من داخل الوطن وخارجه، أنها تفاجأت لوجود خبراء جزائريين أبدعوا في شرح نظرياتهم في تسيير الموارد البشرية، مشيرة إلى أنها ما كانت لتركز على دعوة خبراء أجانب في الملتقى لو كانت تعلم بوجود تلك الكفاءات على غرار البروفيسور الشاب سيد احمد بن روان، أستاذ بجامعة مينيزوتا بالولاياتالمتحدةالأمريكية والمسؤول الأول عن مشروع الموارد البشرية بإحدى أهم الشركات هناك، وكذا الأستاذ عمار حاج مسعود، مستشار رئيسي لأحد أفرع شركة كندية مهتمة بالموارد البشرية. »فرحنا لوجود مثل هؤلاء الأدمغة الجزائرية ولكن حزنّا لهجرتها البلد واستفادة الأجانب من خبراتها«. * وفي تصريح للشروق اليومي، لم يخف البروفيسور بن روان، الذي يتواجد بالولاياتالمتحدة منذ 1993، الهوة الكبيرة الموجودة بين الولاياتالمتحدةوالجزائر في مجال تسيير الموارد البشرية، مرجعا ذلك أساسا إلى عقلية المسير الجزائري الذي لايزال يقود شركته وفق أسلوب سلطوي أبوي، أي أنه يقرر وحده دون أن يشرك أحدا من العاملين، بعكس المسير الأمريكي الذي يؤمن بمبدإ وجود الحلول والقرارات الصائبة عند العامل. في حين عزا الأستاذ حاج مسعود تأخر الجزائر في الاهتمام برأسمالها البشري إلى قصر النظر والتجاهل الذي يبديه الكثير من المسؤولين في البلاد وأصحاب الشركات والمؤسسات العمومية على وجه الخصوص... »للأسف مسؤولونا لا يدرون أن تحسين إنتاجية المؤسسات يكون بتطوير مواردها البشرية من خلال تكوينها وتوفير أحسن الظروف لها«. * وعن أهم التوصيات التي خرج بها المنتدى والتي سترفع إلى وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، قالت السيدة العرباوي إنها تتلخص أساسا إعادة الاعتبار للقيم الإنسانية وبالتالي للموارد البشرية في الجزائر من خلال إلزام كل مؤسسة بإدراج هذا المجال ضمن أولوياتها وتحقيق معادلة الشغل والتأهيل، بالإضافة إلى الاستثمار في تكوين نوعي ومؤهِل وزرع مبادئ التسيير كفريق واحد والعمل على تكييف برامج المدارس والمعاهد مع متطلبات السوق الجزائرية.