من المنتظر أن تفتح هذا الخميس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تلمسان، في أبشع قضية قتل راح ضحيتها مدير مركب تعاونية الحبوب ببلدية القور بتلمسان، بعد الاعتداء الشنيع من أفراد عائلة تتكون من 6 أشخاص تنحدر من بلدية رأس الماء بسيدي بلعباس، لا لشيء سوى أنه رفض تسلم كمية من الحبوب لأسباب تتعلق حسب ما كشفت عنه مصادر قضائية بمزج القمح اللين والصلب معا، الأمر الذي دفع بالمتهمين بتنفيذ تهديدهم بالقتل في أوائل شهر رمضان الماضي. وهي الحادثة التي خلفت صدمة كبيرة وسط سكان منطقة القور، بعد فقدانهم لأحد أبنائها الذي توفي مقتولا، قبل أن يرى وجه مولودته "رحيل" بعد يوم واحد من مقتله. هذه الجريمة النكراء التي ستنظر فيها محكمة الجنايات غدا الخميس، دفعت بعائلة الضحية (م. بومدين) إلى مناشدة الجهات القضائية بتسليط أقصى العقوبات، واضعة ثقتها الكاملة في العدالة الجزائرية من أجل إنصافها. حيثيات القضية تعود إلى 23 جوان من سنة 2015، جاءت بعد تقدم الجناة من بينهم 4 أبناء ووالديهما إلى مركب تعاونية الحبوب لبلدية القور من أجل تسليم كمية من الحبوب، إلا أن الضحية رفض منحهم الكمية كونها كانت ممزوجة بالقمح اللين والصلب معا، أين تم تهديده بالتصفية الجسدية، ليعود الجناة في اليوم الموالي، مقتحمين مكتبه، حيث تم الاعتداء عليه، موجهين له طعنات بأسلحة بيضاء كانت كافية لإزهاق روحه، ثم الفرار إلى وجهة مجهولة، لتنتقل مصالح الدرك الوطني إلى موقع الجريمة وتباشر تحقيقاتها التي أفضت إلى توقيف جميع المتهمين في هذه الجريمة النكراء وتقديمهم إلى الجهة القضائية التي أمرت بوضع 4 منهم الحبس الاحتياطي بتهمة إزهاق روح عمدا، وتوجيه تهمة لاثنين آخرين بالمشاركة في إزهاق روح الضحية عمدا وتهمة تكوين جمعية أشرار لجميع المتهمين الستة، في حادثة مأساوية كان لها وقع خاص لدى سكان بلدية القور وكل من يعرف الضحية المشهود له بأخلاقه الحميدة وخصاله الطيبة، وشاءت الأقدار أن يرحل مدير المركب، قبل أن يرى ميلاد ابنته بيوم واحد بعد مقتله، وهو الذي أوصى عائلته وزوجته بتسميتها ب "رحيل"، وكأنه كان يعلم أنه سيرحل قبل أن ترى ابنته النور، وهي الحادثة الإنسانية التي كان لها أثر بليغ في نفوس أفراد عائلة الضحية.