استبعد محللون إمكانية حل الأزمة المستمرة بين الأكثرية النيابية والمعارضة في لبنان قبل القمة العربية المقررة في دمشق أواخر مارس. ويرى المحلل السياسي مايكل يونغ ان "التسوية حاليا لم تعد ممكنة" قبل موعد القمة، مشيرا إلى أن المطروح خيار من اثنين: إما مواجهة بين الأطراف قبل القمة لا تؤدي إلى نتيجة، وإما انتخاب رئيس قبل القمة على ان يتم بعدها تعطيل تشكيل الحكومة". وغادر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بيروت مساء الاثنين بدون ان يتوصل في جولة رابعة إلى إنجاز اتفاق بين الطرفين يسمح بانتخاب رئيس للبلاد التي تعيش فراغا في سدة الرئاسة الأولى منذ 24 نوفمبر، وبدون ان يحدد موعدا لعودة لاحقة. ورغم عدم التوصل إلى اتفاق شامل على بنود المبادرة العربية لحل الأزمة، اعتبر موسى ان الوضع يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية رغم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري، أحد قادة المعارضة، أرجأ الجلسة التي كانت مقررة للانتخاب أمس الثلاثاء، وهو الإرجاء الخامس عشر. وفي رأي المحلل السياسي مايكل يونغ الذي تحدث إلى وكالة الأنباء الفرنسية أن "سوريا ليست مستعجلة للوصول إلى حل الآن. وتكتيتها هو التأخير ثم تقدم تنازلا رمزيا قبل القمة يجبر الآخرين على المشي معها وتعطل لاحقا تشكيل الحكومة فتعود الأزمة إلى ما هي عليه". وبدوره أسامة صفا من المركز اللبناني للدراسات أعرب عن قناعته بأن انتخاب الرئيس "لن يتم قبل القمة العربية (...) لأن القضية لم تعد مسألة انتخاب رئيس أو تشكيل حكومة وإنما هي قضية إعادة تقسيم السلطة" في لبنان. ويقول صفا لنفس الوكالة "بالتأكيد فشل وساطة موسى ليس مفاجأة. لا أعتقد ان الانتخاب سيتم قبل القمة العربية. كل شيء يتعلق بالوضع الإقليمي بقضية الملف النووي الإيراني وبالعلاقات العربية المتوترة". ومن ناحيته يعتبر الصحافي السياسي محمد سلام بأن طريقة مغادرة موسى بيروت "تعلن بوضوح ان المبادرة العربية انتهت". ويقول سلام في حديث تلفزيوني "انتقلنا من حقبة المبادرة العربية إلى حقبة الضغوط العربية الفعلية على سوريا" التي تطالبها دول عربية بتسهيل حل الأزمة اللبنانية عبر حلفائها. وكان مسؤول بحريني رفيع المستوى قد أعلن الاثنين بعد قمة جمعت ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس المصري حسني مبارك اتفاق المصريين والخليجيين على ضرورة انتخاب رئيس للبنان قبل القمة، مؤكدا ان "عدم حسم هذه المسألة قد يسهم في فشل القمة". وركزت صحيفة "السفير" المعارضة على البعد الإقليمي. وكتبت تقول "موسى سيركز على البعد العربي للأزمة في الأسابيع الفاصلة عن القمة من أجل إنقاذ مؤسسة القمة العربية ومعها ما بقي من تضامن عربي". وتنص المبادرة العربية لحل الأزمة على انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية بالتوافق والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية "على ألا يتيح التشكيل ترجيح قرار أو إسقاطه بواسطة أي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح"، إضافة إلى الاتفاق على قانون جديد للانتخاب.