140 عائلة تستفيد من لحوم "الوزيعة" بقرية أولاد علي بسطيف عاش سكان قرية أولاد علي الواقعة ببلدية ذراع قبيلة شمال غرب ولاية سطيف أجواء بهيجة مفعمة بالتآزر والتضامن، وهذا بمناسبة تنظيم ظاهرة “الوزيعة” التي دأبوا على تنظيمها في السنوات الماضية خلال إحياء المناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى وعاشوراء والمولد النبوي ورأس السنة الهجرية وغيرها. شباب القرية وإيمانا منهم بدور هذه العادة المتوارثة عن الآباء والأجداد في المحافظة على التماسك الاجتماعي ونشر ثقافة المحبة والتضامن، قاموا في اليوم الأخير من شهر رمضان بنحر عدة عجول تم اقتناؤها بعد جمع مساهمات السكان وتم توزيع لحومها على أزيد من 140 عائلة أي كل سكان القرية بدون إقصاء، مع العلم أن العائلات المعوزة الفقيرة تستفيد مجانا من هذه اللحوم، وذلك وسط أجواء مملوءة بالفرح والبهجة والتسامح وروح التضامن. وحسب المشرفين على هذه المبادرة، فإنه تم احياؤها هذه السنة بمناسبة افتتاح مسجد القرية، وهذا بعد أن توقفت لمدة تزيد عن عشرين سنة وهو الأمر الذي استحسنه السكان الذين ساهموا في عملية ذبح العجول وسلخها وتقسيم لحومها، لا فرق في ذلك بين غنيهم وفقيرهم. وحسب ذات المصدر فإن شباب المنطقة قرروا بالمناسبة إحياء هذه العادة وانقاذها من الاندثار، وذلك بالنظر لانعكاساتها الإيجابية على الجميع. العادة المذكورة عادت بقوة خلال شهر رمضان عبر العديد من القرى والمداشر الواقعة بمنطقة القبائل الصغرى شمال الولاية، خاصة القرى التابعة لبلدية بوقاعة وهو ما يعكس تعلق السكان وتمسكهم بالعادات والتقاليد الضاربة بجذورها في عمق تراث المنطقة، ومن ثمة المحافظة على كل ما من شأنه ترسيخ الهوية الحضارية الموروثة منذ غابر السنين.