يتنافس العديد من المواطنين في خدمة عابري السبيل من خلال تقديم وجبات الإفطار الساخنة وهي التقاليد التي باتت مألوفة في هذا الشهر الفضيل بالمنطقة على غرار باقي جهات الوطن، خاصة أن ولاية البويرة محظوظة نسبيا في هذا الشأن، كونها تشمل العديد من الطرق الوطنية وكذا الطريق السريع والذي يعرف بالكثافة المرورية وبشكل متواصل. ورغم أن الطريق السريع كان عاملا في تراجع الحركة المرورية بالطرق الوطنية التي كانت تعد مهدا لمظاهر الكرم لدى العائلات التي دأبت على استضافة عابري السبيل على طول السنة وفي شهر ضمان على وجه التحديد، حيث كانت مائدة الإفطار الرمضانية لا تكاد تخلو من عابري السبيل لدى العائلات التي تقطن بمحاذاتها إلا أن شهر رمضان الكريم موعد تتجدد فيه بعض المظاهر الحسنة التي تؤكد روح التضامن لدى العائلات الجزائرية بشكل عام وكثيرا ما كانت سببا في خلق صداقات بين مواطني مختلف جهات الوطن، سواء الطرق الوطنية أم الولائية ، أم حتى الطريق السريع أين يتم تقديم وجبات ساخنة لمستعمليه وهذا دقائق قليلة قبل موعد الإفطار. ويلتحق العديد من الشباب بمختلف الطرق الوطنية وحتى الولائية المقامة بجانبيها مطاعم الإفطار بغرض دعوة أصحاب السيارات إلى التوقف جانبا والالتحاق بالإفطار الجماعي، وهذا دقائق قليلة قبل حلول موعد أذان المغرب. وما يمكن ملاحظته عند المرور بأي نقطة يوجد بها أحد هذه المطاعم هو الإلحاح الشديد من طرف المواطنين المتطوعين على التوقف والالتحاق بالمائدة الرمضانية التي تتحول إلى جلسات حميمية وأخوية نادرة.