تتواصل بولاية غرداية مختلف العمليات التحضيرية التطوعية من منابر الخير وغيرها التي تبين التآزر والتكافل في صور حقيقية قد تقتل فتنة غرداية العمياء خلال هذا الشهر أو تلعن الداعين إليها وتحرمهم من حق الثواب، “الشعب” رصدت الوضعية وتنقل تفاصيلها. تستمر عمليات توزيع وتقديم مختلف موائد إفطار الصائم في مناطق عدة من أرجاء الولاية سواء في المحطات أو الطرقات الرئيسية أو حتى الساحات العمومية والمطاعم، في عمليات تضامنية أقل ما يقال عنها أنهم شباب فضلوا العمل التطوعي على عدة مصالح شخصية، في هذا الشهر الفضيل، في انتظار ما قد تحط الرحمات على الولاية وتوقف هذا التأجيج للفتنة، غير أن الدور يبقى على جميع المواطنين بهيئاته وجمعياته لدعم الشباب في أمور الخير والتطوع لخدمة المجتمع. قضينا أسبوعا كاملا دون إفطار في منازلنا لنتعرف أكثر على ما يقوم به المجتمع المدني والشباب والزوايا وحتى الشرطة والمحسنين. جمعية ناس الخير بمتليلي تواصل مبادرات إفطار الصائمين ليس ببعيد عن ولايات الجنوب يواصل شباب غرداية في مختلف بلدياتها رسم صورة أخرى للخير عبر قوافل ينظمها الشباب لإفطار عابري السبيل، جمعية ناس الخير بمتليلي نموذجا لمختلف الحملات الخيرية حيث يقوم الشباب بإفطار أزيد من 3000 صائم خلال هذا الشهر. تعد جمعية ناس الخير بمتليلي من بين الجمعيات التي تنشط بقوة في المجال الإجتماعي رافعة المشروع الخيري كوسيلة للتحدي لتعبر عن رأيها في ولاية أنهكتها الأزمات، حيث يفضل شبابها ترك أعمالهم والالتحاق بتحضير الوجبات لإفطار الصائمين تحت أشعة شمس حارقة ودرجة حرارة مرتفعة جدا مع رياح ساخنة في هذا الصيف، لكن العزيمة والإرادة لم تثنيهم عن قيامهم بواجبهم الخيري. واختار الشباب مفترق الطرق الكبير المؤدي إلى ولايات أقصى الجنوب والشمال تحديدا في الطريق الوطني رقم 01 والطريق الوطني رقم 49، حيث تعبر العشرات من الحافلات والشاحنات حاملة المسافرين وعابري السبيلّ، إذ ما إن يقترب موعد آذان المغرب إلا وترى العشرات من الشباب يقومون بتفريش الساحة ووضع هذه الوجبات بطريقة أدهشت كل من يمر بوسط المدينة. ويشهد الطريق حركة مرور كبيرة، للمسافرين المتنقلين بالحافلات الكبيرة والسيارات وإذا كانت هذه البركات تهاطلت على ولاية أنهكتها الأزمات فإن القادم قد يكون أكثر لشباب فضل التطوع في ظل نقص بعض الإمكانيات التي يسعى لوضع لها بإمكانيات وصدقات المحسنين. الشرطة تقدم وجبات إفطار لفائدة مستعملي الطريق ليس ببعيد عن هذه الحملات الخيرية من طرف المواطنين والجمعيات، هذه المرة خيمة أخرى لعناصر الأمن الوطني، حيث وفي إطار السياسة الإتصالية المنتهجة من قبل المديرية العامة للأمن الوطني والرامية إلى تكريس مبدأ الشرطة الجوارية بتقريب الشرطة من المواطن والتواصل بين كافة شرائح المجتمع، وعلى غرار باقي أمن الولايات الأخرى نظمت مصالح الشرطة بغرداية عملية جوارية خلال شهر رمضان المعظم أين يتم تقديم وجبات إفطار ساخنة لفائدة ساقي المركبات وهذا كل أسبوع من هذا الشهر الكريم. هذه المبادرة الخيرية متواصلة خلال هذا الشهر حيث يشرف عليها إطارات، رتباء وأعوان شرطة غرداية يتم من خلالها تنصيب خيمة كبيرة الحجم بالقرب من نقطة حاجز المراقبة بحي بوهراوة أين يتم تقديم وجبات ساخنة لفائدة ساقي المركبات. كما تهدف العملية أيضا إلى تحسيس السائقين من مخاطر حوادث المرور خاصة في الساعات الأخيرة قبل موعد الإفطار، أين تشهد هذه الفترة حوادث مرور خطيرة بسبب عدم إحترام قواعد المرور والإفراط في السرعة، وهو الحملة التي قام بها عناصر الأمن في الطريق الوطني رقم 01 بتوزيع المطويات وتوجيه الإرشادات للسائقين من طرف عناصر الشرطة رفقة عناصر من الجمعية الوطنية للسلامة المرورية. الزوايا تساهم في موائد الخيرات وسط ملعب لكرة القدم دائما أمام الطريق الوطني رقم 1 يقوم شباب إحدى الزوايا الدينية بإفطار ما لا يقل عن 100 شخص بوجبات ساخنة، حيث ما إن تبدأ الشمس بالغروب تحديدا بساعة قبل آذان المغرب، يسارع شباب الزاوية بتنظيف المكان جيدا ورشه بالماء وتفريشه حيث تقوم سيارات بجلب الأطعمة المخصصة في كل يوم لإفطار الصائمين، إذ يقوم طلبة الزاوية القرآنية بوضع الطاولات ووضع صحون الأكل فوقها ريثما يقوم طلبة الزاوية الآخرون بتوجيه عابري السبيل من الشاحنات والحافلات وكذا بعض الجنسيات الإفريقية والرعايا السوريين. شباب أكبر حي في الجنوب نموذج في التطوع يقوم شباب حي الثنية وهو أكبر حي في الجنوب بكثافة سكانية تقدر بأزيد من 35 ألف نسمة، من خلال مجموعة من الجمعيات على غرار جمعية الوفاق وجميعة الإرشاد والإصلاح وأفواج الكشافة الإسلامية بتحضير موائد ووجبات معلبة، حيث توزع الوجبات المعلبة وسط محطة نقل المسافرين والطرق المحاذية لها. ويسهر على هذه العملية شباب سخروا أنفسهم للتطوع خلال هذا الشهر الفضيل، بينما يفضل شباب جمعية الوفاق بحي كركار على خطى الزاوية القرآنية تفريش المكان أمام الطريق الولائي المؤدي لمقر ولاية غرداية ومدخل المدينة، حيث لا يتجاوز سن الشباب 25 سنة في صورة أخرى تأكد مدى الوعي بالواجب التطوعي تجاه المجتمع. ساحة 8 ماي لإفطار العشرات من الصائمين ينظم شباب حي المجاهدين مائدة إفطار الصائم بساحة 8 ماي 1945، التي تقع على مسافة قريبة من محطة نقل المسافرين الرئيسية، وما إن يقترب موعد آذان المغرب إلا وترى العشرات من الشباب يقومون بفرش الساحة ووضع الموائد الرمضانية بطريقة أثارت إعجاب كل من يمر بوسط المدينة كون أن الساحة تقع وسطها كما يستفيد من هذه الموائد قرابة 250 عابر سبيل يوميا، ويتوزع الصائمون من مختلف الدول في حلقات تدور على الموائد الرمضانية لعشرات اللاجئين من الأفارقة والسوريين الذين يقطنون في أماكن أرهقت كاهلهم في عز الصيف التي ترتفع فيه درجة الحرارة إلى 40 درجة. شباب ضاية بن ضحوة يخلي الشوارع من عابري سبيل سطرت كل من جمعية ناس الخير والهلال الأحمر بضاية بن ضحوة العديد من المشاريع الخيرية الخاصة في شهر رمضان الكريم، تهدف لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين والتضامن معهم في هذا الشهر الفضيل، كما خصصت مطعما يتم فيه تحضير الوجبات الساخنة وإفطار عابري السبيل والمحتاجين، هذا وتخلو المدينة قبل آذان المغرب بدقائق من أي عابر ولا حتى محتاج إذ تجدهم في المنطقتين المخصصتين لعملية الإفطار متجمعون أمام قعدات تقليدية، أمام خدمات خيرية تشرف وجه هذه المدينة التي أضحت منارة لمختلف الخيرات. شباب يغزون الطرقات بطاولات الشواء في ظل غياب المرافق بحلول شهر رمضان ككل سنة، تزاد عدد طاولات الشواء المنتشرة في مختلف الطرقات والشوارع حيث يفضل الكثير من الشباب اقتحام هذه المهنة المرتبطة بزمن محدد أمام إقبال العشرات من المواطنين. لا زال الشواء من أكثر الوجبات التي يفضلها الكثيرون خلال هذا الشهر الفضيل، ما جعل شريحة كبيرة من الشباب ينصبون طاولات هنا وهناك لتوفير الطلبات التي تبقى ضرورة يفرضها المواطنون، في ظل غلق العديد من المطاعم وتحول أخرى إلى حلويات لبيع الحلويات. هذا ويلاحظ إقبال كبير خاصة من فئة العائلات والشباب عليها للترويح عن النفس، وقد بدأت مثل هذه النشاطات تنسي سكان غرداية آلامهم ولو خلال فترة زمنية معينة، أمام غياب المرافق الترفيهية والتسلية حيث لم يجد الباعة سوى خلق هذه الفضاءات للعائلات للتذوق. ويقول الشباب أنهم يقومون بهذه الأعمال نظرا لطلبات المواطنين عليها خاصة في هذا الشهر وقتل الفراغ بعد انعدام جميع المرافق الترفيهية والعمومية المخصصة، كما أن هذه الطاولات تعطي صورة جديدة لهذا الشهر الكريم.