أكد أمس، بربارة الشيخ مدير الديوان الوطني للحج والعمرة ل"الشروق اليومي" ترحيل 6 حجاج جزائريين من البقاع المقدسة إلى الجزائر بعد اكتشاف إصابتهم بأمراض عصبية ونفسية مختلفة، ووضع أربعة آخرين تحت المراقبة لاشتباه إصابتهم بأمراض نفسية حادة، بالإضافة إلى تسجيل خمس حالات للقصور الكلوي وأمراض القلب بين الحجاج الجزائريين. * * بربارة "للشروق": "البعثة تكفلت ب160 حاج تائه احتالت عليهم وكالات أجنبية" * * كما توّعد المتحدث وكالة "آل تور" بكشف ملفات سوداء حول تاريخ الوكالة واحتيالها المتكرر وكذا متابعة الوكالات الأجنبية التي تخلّت عن 160 حاج جزائري بعد أن قبضت 4500 أورو عن كل حاج. * وأوضح مدير الديوان الوطني للحج والعمرة في إتصال هاتفي من البقاع المقدسة أن الظروف العامة للحجاج الجزائريين بمكة المكرمة جيّدة ماعدا اكتشاف إصابة عشرة حجاج جزائريين بأمراض عصبية ونفسية حادة بعد التشخيص الوقائي من قبل البعثة الطبية الجزائرية بمكة المكرمة، حيث تقرر ترحيل ستة منهم إلى الجزائر بصورة مستعجلة قبل 2 ديسمبر المقبل، بعد تأكد إصابتهم بأمراض عصبية ويستحيل معالجتها بالأدوية، خاصة وان أحد الحجاج تهجم على والدته بالضرب في مقر البعثة عند الفحص الطبي، على حد تعبير ذات المتحدث الذي أردف قائلا "في حين وضع الأربعة الآخرين تحت المراقبة الطبية لأخصائيين نفسانيين ومعالجتهم بالمهدئات مع إمكانية ترحيلهم إلى الجزائر إن لم تستقر وضعيتهم النفسية خلال الأيام المقبلة". وأرجع بربارة الشيخ تسجيل مثل هذه الحالات إلى المحاباة والتساهل من قبل بعض الأطباء في الفحص الطبي للحجاج بالجزائر، مشيرا إلى أنه ستنصب لجان ولائية للفحص الطبي للحجاج قبل مغادرتهم أرض الوطن مستقبلا. كما أشار بربارة إلى تسجيل خمس حالات للقصور الكلوي وأمراض القلب بين الحجاج الجزائريين تستوجب التكفل بهم من قبل البعثة بنقلهم أسبوعيا ثلاث مرات إلى المستشفى قصد القيام بتصفية الدم بأجهزة "الدياليز"، رغم منع المصابين بمثل هذه الأمراض المزمنة من الحج وفق تقارير طبية تشخص حالاتهم الصحية المزرية. وأضاف المتحدث أن مختلف الحالات المرضية التي تم تشخيصها والبالغ عددها 1762 حالة إسعاف و3537 حالة تشخيص وقائي، لم تتعد إصابات طفيفة بأمراض عارضة كالزكام، موضحا أن الصيدلية المركزية للبعثة بمكة المكرمة تمون ب18 طنا من الأدوية مقابل 12 طنا في موسم حج 2007. * * وتوّعد بربارة الشيخ "وكالة آل تور" بالعقاب الشديد فور عودته إلى الجزائر، وكشف تقارير سوداء وملفات خطيرة تتعلق بتاريخ الوكالة ومحاولاتها للاحتيال المتكررة، مؤكدا أن الوكالة غير مرخّصة من قبل الديوان ولم تفز بمناقصة تنظيم موسم حج 2008، وأضاف "ولو أفرزت المناقصة عن "وكالة آل تور" لأقصيتها استنادا لما أحوزه من ملفات سوداء سأكشفها فور عودتي إلى الجزائر"، واتهم المتحدث الوكالات الأجنبية بالتقصير في أداء مهامها، في حين وصف أخرى بالتحايل، قائلا تقاضت هذه الوكالات الأجنبية وأغلبها فرنسية 4500 أورو عن كل حاج جزائري، في حين تخلّت عنهم بمجرد الوصول إلى البقاع المقدسة.. فكل من هب ودب أصبح يتكفل بالحجاج في أوربا"، وتكفلت البعثة الجزائرية ب 160 حاج جزائري قادم من أوربا بعد أن تاهوا في البقاع المقدسة واستنجدوا بأعوان الحماية المدنية المنتشرين بمحيط الحرم المكي والفنادق حاملين الأعلام الجزائرية قصد لفت انتباه الحجاج الجزائريين التائهين.